فصل: نثط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العباب الزاخر واللباب الفاخر ***


ملط

رجلٌ أملطُ بين المَلَطِ، وهو مثلُ الأمرطِ، وكان الأحنفُ بن قيسٍ أملطَ، قال‏:‏

طبيخُ نُحَازٍ أو طبِيخُ أميهةٍ *** دقيقُ العظامِ سيئ القشمِ أملطُ

وقال ابو عبيدةَ‏:‏ سهمٌ أملطُ‏:‏ مثلُ أمرطَ‏.‏

والمِلْطُ -بالكسر- الذي لا يعرفُ له نسبٌ، يقال‏:‏ غلامٌ خلطٌ ملطٌ‏:‏ وهو المختلطُ النسبِ‏.‏

وقال الليثُ الملط‏:‏ الذي لا يرفعُ له شيء إلا ألمأ عليه فذهب به سرقةً واستحلالًا، ‏"‏ والجميع‏؟‏‏:‏ المُلُوْطُ والأمْلاَطُ، يقالُ‏:‏ هذا مِلْطٌ، والفعلُ‏:‏ مَلَطَ مُلُوطًا‏.‏

والمِلاَطانِ‏:‏ جانبا السنامِ مما يلي مقدمهَ‏.‏ وقيل‏:‏ المِلاَطُ‏:‏ الجنبُ، قال العُجيرُ السلولي، ويروى للمخلبِ الهِلالي، وهو موجودٌ في أشعارهما‏:‏

فبيناهُ يشري رَحلهُ قال قائلٌ *** لمن جَمَلٌ رخوُ المِلاطِ ذَلُولُ

والقطعةُ لاميةٌ، ووقع في كتاب سيبويهِ‏:‏ ‏"‏نجيبُ‏"‏، وتبعهُ النحَاةُ على التحريف‏.‏ وهي قطعةٌ غراءُ‏.‏

وابنا مِلاَطٍ‏:‏ عضداَ البعيرِ، قال رؤبة‏:‏

أرمي إذا انشقتْ عَصَا الوَطوَاطِ *** برجمِ أجاي مقذفِ المِلاطِ

وقال أبو عمرو‏:‏ ابنا مِلاطيِ البعيرِ‏:‏ كتفاهُ، قال القطرَان السعديُ‏:‏

وجون أعانته الضُلُوعُ بزُفرِةٍ *** إلى مُلُطٍ بانت وبان خَصيلهُا

يقول‏:‏ بان مرفقاها ‏"‏عن جنبها فليس بها حاز ولا ناكتٌ‏"‏‏.‏

وقال آخرُ‏:‏

كلا مِلاَطيهِ إذا تعطفا *** بانا فما راعى بزاع أجوفا

والمِلاَطُ‏:‏ الطينُ الذي يجعلُ بين سافيِ البناءِ يملطُ به الحائطُ، قال‏:‏ والقلعَ والمِلاَطَ في أيدينا والمِلاطُ‏:‏ الذي يملطُ الطينَ‏.‏

والمليطُ‏:‏ السخلُ‏.‏

والمليطُ والمليصُ‏:‏ الجنينُ قبل أن يشعرَ‏.‏

والملطى -مثالُ ذفرى- والمِطاءُ -مثالُ علباءٍ-‏:‏ القشرُ الرقيقُ الذي بين عظمِ الرأس ولحمه‏.‏

وقال الليثُ‏:‏ الملطاءُ‏:‏ الشجةُ التي يُقالُ لها السمحاقُ، يقالُ‏:‏ شُج فلانٌ شجةً مِلطاءً‏.‏ قال‏:‏ وأرى أن أصلَ الملطاءِ‏:‏ الملطاةُ‏.‏

وروى شمرٌ عن ابن الأعرابي‏:‏ أنه ذكر الشجاجَ، فلما ذكر الباضعةَ قال‏:‏ ثم المُليطةُ‏:‏ وهي التي تخرقُ اللحمَ حتى تدنو من العظمِ‏.‏

وقولُ ابن الأعرابي يدلُ على أن الميمَ من الملطاء ليست بأصليةٍ‏.‏

وقال أبو عبيدٍ‏:‏ وهي التي جاء فيها الحديثُ‏:‏ يقضى في الملطى بِدمها‏.‏

وقال الأصمعيُ‏:‏ بعتهُ الملسى والملطى‏:‏ وهما البيعُ بلا عُهدةٍ والملطى -أيضًا، مثلُ المرطى-‏:‏ من العدوِ‏.‏

ويقالُ‏:‏ مضى فلانٌ إلى موضع كذا، فيقال‏:‏ جَعَله اللّه ملَطى‏:‏ أي لا عهدةَ، أي لا رجعةَ‏.‏

وما لَطَةُ‏:‏ بلدٌ بالأندلسُ‏.‏

ومَلَطْيَةُ- ‏"‏بسكونِ‏"‏ الطاءِ وتخفيفِ الياء-‏:‏ بلدٌ من بلادِ الرومِ تُتاخمُ الشامَ، والعامةُ تقولُ‏:‏ ملَطِيةُ -بفتح اللامِ وتشديدِ الياء-، وليس بشيءٍ‏.‏

وقال أبو عمرو إبلٌ مَمَالِيطُ‏:‏ قد سمنتْ وذهبتْ أوبارها، وناقةٌ مُمِلِطةٌ‏.‏

وقال ابن فارس‏:‏ ملطتُ الحائطَ بالملاطِ‏:‏ إذا طينتهَ وسويته‏.‏

ومَلَطةُ تمليطًا ومالطةُ‏:‏ إذا قال هذا نصفَ بيتٍ وأتمهُ الآخر بيتًا، كما جرى بين امريء القيس وبين التوءمِ‏.‏ قال ابو عمرو بن العلاء‏:‏ كان امرؤ القيس معنًا ضليلًا ينازعُ من قيل له أنه يقولُ الشعر، فنازع التوءمَ جد قتادة بن الحارثِ بن التوءم اليشكري، فقال‏:‏ إن كنتُ شاعرًا فملط أنصافَ ما أقولُ فأجزها، فقال‏:‏ نعم، فقال امرؤ القيس مبتدئًا‏:‏ معنًا ضليلًا ينازعُ من قيل له إنه يقولُ الشعرَ، فنازعَ التوءمَ جد قتادةَ بن الحارثِ بن التوءمِ اليشكري، فقال‏:‏ إن كُنتَ شاعرًا فَملطْ أنصافَ ما أقولُ فأجزها، فقال‏:‏ نعم، فقال امرؤ القيس مبتدئًا‏:‏

أصاحَ ترى بُريقًا هب وهنا ***

فقال التوءمُ‏:‏

كَنارِ مجوس تستعرُ استعارا ***

وقد كُتِبَتِ القطعةُ بتمامها في تركيبِ أ ض خ‏.‏

وامتَلَطَ‏:‏ اخْتَلَسَ‏.‏

وتملطَ‏:‏ أي تملسَ‏.‏

والتركيبُ يدلُ على تسويةِ شيءٍ وتسطيحهِ‏.‏

ميط

ماَط في حكمه يميْطُ ميطًا‏:‏ أي جَاَرَ، ومنه حديثُ أبى عُثمانَ النهدي أنه كان يكثرُ أن يقولَ‏:‏ لو كان عُمَرُ -رضي اللّه عنه- ميزانًا ما كان فيه مَيْطُ شَعَرَةٍ‏.‏ يُقال‏:‏ ماطَ ومادَ ومالَ‏:‏ بمعنى واحدٍ‏.‏ وقال الكسائيُ‏:‏ ماطَ علي في حكمهِ يميطُ‏.‏ وفي حُكمهِ علي ميطٌ‏:‏ أي جوزٌ‏.‏ وقال أبو زيد مثل ذلك، قال حُميدٌ الأرقطُ يمدحُ الحجاجَ بن يوسفَ‏:‏

مد عَجَاري عِنَانٍ شاحِطِ *** حتى شفى السيفُ قُسُوطَ القاسِطِ

وضِعنَ ذي الضعنِ وميطَ المائطِ *** وعُرِكَ الرغمُ بأنفِ الساخِطِ

وقال أيمنُ بن خُريمٍ‏:‏

إن للفتنةِ ميطا بينا *** فَرُوَيْدَ المَيْطَ منها يعتدلْ

وماطَ -أيضًا-‏:‏ بعد وذهبَ‏.‏ وقال جابرُ بن عبد اللّه الأنصاري -رضي اللّه عنه- لما تكلمَ أسعدُ بن زُرارةَ -رضي اللّه عنه- ليلةَ العقبةِ بكلامهِ المذكورِ عنه قال له أصحابهُ‏:‏ مِطْ عنا يا أسعدُ فواللّهِ لا نذرُ هذه البيعةَ ولا نستقيلها‏.‏ مِطْ عنا‏:‏ أي ابعد عنا‏.‏

والمَيْطُ والمِيَاطُ‏:‏ الدفعُ والزجرُ‏.‏ وحكى ابو عبيدٍ‏:‏ مِطْتُ عنه ومِطْتُ غيري، وأنكر الأصمعي‏:‏ مِطْتُهُ، قال الأعشى‏:‏

فَمِيْطي تُمِيْطي بِصُلْبِ الفُؤادِ *** وَصُوْلِ حِبَالٍ وكنادِها

ويروى‏:‏ ‏"‏أميطي تُميطي‏"‏‏.‏

وقولُ رؤبة‏:‏

شُبتْ لِعيني غَزِلٍ مياطِ *** سَعديةٌ حلتْ بذي أراطِ

أي ذاهبٍ يأخذها هنا وهاهُنا، وقال أيضًا‏:‏ ووردَ مياطِ الذئابِ المُيطِ‏.‏

وقال ابن فارسِ‏:‏ الميطُ‏:‏ الاختلاطُ؛ تفردَ به والميطُ‏:‏ الشدةُ والقوةُ، قال رؤبة‏:‏

ومَيْطُ عِزي أنكرُ الأمياطِ ***

ويُروى‏:‏ ‏"‏وميطُ غربي‏"‏‏.‏

ومَيْطُ‏:‏ قريةٌ على ساحلِ بحرِ اليمنِ مما يلي أرض البرابرِ المتصلةَ بأرض الحبشةَ‏.‏

ومِيْطَانُ‏:‏ من جِبالِ المدينةِ -على ساكنيها السلامُ- وهو لُمزينةَ وسُليمٍ، قال معنُ بن أوس بن نصرٍ المزنيُ وكان طلقَ امرأته فندمَ‏:‏

كأن لم يكنْ يا أم حقةَ قبلَ ذي *** يميطانَ مُصَطافٌ لنا ومرابعُ

إذ الناسُ ناسٌ والبلادُ بغرةٍ *** وإذ نحنُ لم تدببْ إلينا الشبادعُ

وأمطتُ الشيءَ‏:‏ نحيتهُ، ومنه حديثُ النبي -صلى اللّه عليه وسلم-‏:‏ «أمطِ الأذى عن طريقِ المسلمين تكثرُ حَسناتكَ‏.‏

وحكى أبو عُبيدٍ‏:‏ أمَطْتُ‏:‏ إذا نحيتَ؛ مثلُ مِطْتُ‏.‏

ويقالُ‏:‏ القومُ في هِياطٍ ومِياطٍ، وقد فُسر ذلك بالجبلةِ والصياح، وقيل‏:‏ هُما قولهم‏:‏ لا واللّه وبلى واللّه، وقيل‏:‏ الهِياطُ‏:‏ أشدُ السوقِ في الوردِ؛ والمِياطُ‏:‏ أشدُ السوقِ في الصدرَ، وقال اللحيانيُ‏:‏ الهِياطُ‏:‏ الأقبالُ؛ والمِياطُ‏:‏ الادبارُ، وقال الليثُ‏:‏ الهِياطُ‏:‏ المزاولةُ؛ والمِياطُ‏:‏ الميلُ‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ ميطَ بينهما تمييطًا‏:‏ أي ميلَ‏.‏

واستماطَ‏:‏ ساعد، قال أبو حِزام غالبُ بن الحارثِ العكليُ‏:‏

سَأثمًا إن زناتَ إلي فارقي *** بِبِرطيلٍ قَتالك واستميطي

وقال الفراءُ‏:‏ تَمايطَ القومُ‏:‏ أي تباعدوا وفسد ما بينهم‏.‏

والتركيبُ يدلُ على دفعٍ ومدافعةٍ‏.‏

نأط

ابن عباد‏:‏ يقال نَأطَ يْنِئطُ‏:‏ بمعنى نَحَطَ‏.‏

والنئِيْطُ‏:‏ النْحِيْطُ‏.‏ والتنَوطُ مَثلهُ‏.‏

نبط

نَبَطَ الماءُ ويَنْبِطُ نَبْطًا ونُبُوْطًا‏:‏ نَبَعَ‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ نبطتُ البئرَ‏:‏ إذا استخرجتَ ماءها‏.‏

ونَبْطٌ‏:‏ وادٍ، قال ساعدهُ بن جويةَ الهذلي‏:‏

أضر به ضاحِ فَنَبْطا أسألهُ *** فَمرُ فأعلى جوزها فخصورها

أضر بهِ‏:‏ لِزق به ودنا منه، وضاحٍ‏:‏ وادٍ، ونصبَ ‏"‏نبطًا‏"‏ ب‏"‏أسالهُ‏"‏‏.‏

ونَبْطٌ‏:‏ موضعٌ قريبٌ من حوراءَ التي بها معدنُ البِرامِ بناحيةِ المدينةِ -على ساكنيها السلامُ-‏.‏

وإنْبِطُ -مثالُ إثْمدٍ‏:‏ موضعٌ، قال ابن فسْوةَ- واسمهُ أديهمُ بن مِرداسٍ أخو عُتيبةَ بن مِرادس‏:‏

فإن تمنعواُ منها حمِاكمْ فإنهُ *** مباحٌ لها ما بين إنبطَ فالكدرِ

وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامرِ بن هرمةَ‏:‏

لَمِنِ الديار بِحائلٍ فالاْنبطِ *** آياتها كوثاقِ المُستشرطِ

وإنْبِطُ -أيضًا-‏:‏ من قرى همذان‏.‏

وإنْبِطَهُ -بزيادة الهاءِ-‏:‏ موضعٌ‏.‏

وفرسٌ أنبطُ بين النبطِ والنُبطةِ -بالضم-‏:‏ وهي بياضٌ يكونُ تحت إبطِ الفرس وبطنهِ، قال ذو الرمة‏:‏

كَلَوْنِ الحِصانِ الانبَطِ البطنِ قائمًا *** تَمايلَ عنه الجُلُ واللونُ أشقرُ

وشاةٌ نَبْطاءُ‏:‏ بيضاءُ الشاكلةِ وقال ابن دريدٍ‏:‏ النبطُ‏:‏ جِيْلٌ معروفٌ، وهُمُ النبِيْطُ والأنْبَاطُ، قال رؤبة‏:‏

وعربٍ عاتينَ أو أنبْاطِ *** زرناهمُ بالجيشِ ذي الألغاطِ

وقال غيرهُ‏:‏ النبَطُ والنبِيْطُ‏:‏ قومٌ ينزلونَ بالبطائح بين العراقيينِ، والجمعُ‏:‏ أنْبَاطٌ، يقال‏:‏ رجُلٌ نبطيٌ ونَبَاطيٌ ونَبَاطٍ -مثالُ يمني ويماني ويمانٍ-، وحكى يعقوبُ‏:‏ نُبَاطيٌ -أيضًا- بضم النونِ‏.‏

وفي حديثِ ابن عباسٍ -رضي اللّه عنهما-‏:‏ نحنُ معاشر قُريشٍ حيٌ من النبطِ من أهلِ كوثى‏.‏

أراد كُوثى العراقِ؛ وهي سُرةُ السوادِ، وبها ولدَ إبراهيم‏؟‏ صلواتُ اللّه عليه-، وقال الشعبي لِرجلٍ قال لآخرَ‏:‏ يا نَبَطيُ‏:‏ لأحد عليه؛ كُلُنا نَبَطٌ، ذهب إلى قول ابن عباس‏؟‏ رضي اللّه عنهما-، وسموا نبطًَا لأنهم يستنبطونَ المياهَ‏.‏ وفي حديثِ عمرو بن معدي كرب‏"‏ رضي اللّه عنه‏"‏‏:‏ نَبَطيٌ في جِبْوَته، أي‏:‏ كالنبطي في علمه بأمرِ الخراج وجبايته وعمارةِ الأرضين ‏"‏حذقًا بها ومهارةٌ فيها‏"‏، وقد كتبَ الحديثُ بتمامه في تركيب‏.‏‏.‏‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ النبطُ‏:‏ أولُ ما يظهرُ من ماءِ البئرِ إذا حفرتها‏.‏

ورَجُلٌ لا ينَالُ له نَبَطٌ‏:‏ إذا كان داهيًا لا يدركُ غَورةُ، وأنشد؛ وهو لِكعبِ بن سعدٍ الغنوي‏:‏

قريبٌ تراهُ لا ينالُ عدوهُ *** له نَبَطًا عند الهَوانِ قَطوبُ

ويقال للركيةِ‏:‏ هي نَبَطٌ؛ إذا أميهتْ‏.‏

وفي حديثِ بعضهم‏:‏ انه سُئلَ عن رجلٍ فقال‏:‏ ذاك قريبُ الثرى بعيدُ النبطِ‏.‏ أرادَ‏:‏ انه داني الموعِدِ بَعيدُ النجْزِ‏.‏

ويقول الساجعُ‏:‏ إذا‏.‏‏.‏‏.‏ الأشراطُ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ووَعْسَاءُ النبيطِ مُصغرًا -ويقالُ‏:‏ التميطِ؛ بالميم-‏:‏ رَمْلَةٌ معروفةٌ بالدهناء، وبالميم أكثر‏.‏

والنبيطاءُ‏:‏ جبلٌ بطريقِ مكةَ -حرسها اللّه تعالى- على ثلاثةِ أميالٍ من تُوزَ‏.‏

والنبطاءُ‏:‏ قريةٌ بالبحرينِ لبني مُحاربٍ من عبدِ القيس‏.‏

وقال أبو زيادٍ‏:‏ النبْطاءُ‏:‏ هضبةٌ طويلةٌ عريضةٌ لبني نُميرٍ بالشريفِ من أرضِ نجدٍ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الأنباطُ‏:‏ التأثيرُ‏.‏

وقال غيرهُ‏:‏ أنبطَ الرجلُ‏:‏ إذا أمهى إلى النبِطِ أي الماء‏.‏

وأنبط -أيضًا-‏:‏ استخرجَ النبطَ‏.‏

وكلُ شيءٍ أظهرتهَ بعد خَفائه‏:‏ فقد أنبطته واستعبطتهَ‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لَعَلمهَ الذين يستنبطونهَ منهم‏}‏ أي يستخرجونهَ‏.‏

ويُقال‏:‏ استنبطَ الفقيهُ‏:‏ إذا استخرجَ الفقهَ الباطنَ بفهمهِ واجتهادهِ‏.‏

وفي حديثِ النبي ‏"‏صلى اللّه عليه وسلم‏"‏‏:‏ الخيلُ ثلاثةٌ‏:‏ رجلٌ ارتبطَ فَرَسًَا عُدةً في سبيلِ اللّه فإن علَفَه وروثه وأثره ومسحًا عنه وعاريته في ميزانه يوم القيامة‏.‏

ورجلٌ ارتبط فرسًا ليُغالق عليها أو يراهن عليها فإن علفه وروثه ومسحًا عنه وزرٌ في ميزانه يوم القيامة‏.‏

ورجلٌ ارتبط فرسًا لِيستنبطها -ويروى‏:‏ لِيستنبطها- فهي له سترٌ من الفقر‏.‏

ليستنبطها‏:‏ استُعير لاستخراج النسلِ‏.‏ وليستنبطها‏:‏ أي يطلبُ ما في بطنها من النتاج‏.‏

وفي كلامِ أيوبَ ابن القريةِ‏:‏ أهل عمانَ عربٌ استنبطوا، وأهلُ البحرينِ نبيطٌ استعربوا‏.‏

وأولو النباط في قولِ المتنخلِ الهُذلي‏:‏

فإما تُعرضن أميمَ عني *** وينزغكِ الوشاةُ أولو النباطِ

‏"‏هم‏"‏ الذين يستنبطونَ الأخبار‏.‏

والتنبيطُ‏:‏ التشبهُ بالنبطِ، ومنه حديثُ عُمر -رضي اللّه عنه- أنه كتب إلى أهلِ حِمص‏:‏ لا تنبطوا -ويروى‏:‏ لا تَسْتنبِطوا- في المدائنِ؛ ولا تُعلموا أبكارَ أولادكم كتابَ النصارى؛ وتمعززوا؛ وكونوا عَرَبًا خُشْنًا‏.‏ أي‏:‏ لا تشبهوا بالأنباطِ في سُكنى المُدنِ والنزولِ بالأرياف أو في اتخاذِ العِقارِ واعتقادِ المزارعِ وكونوا مستعدين للغزوِ مستوفزين للجهادِ‏.‏

ويقالُ -أيضًا-‏:‏ تَنَبطَ‏:‏ أي تنسب إلى النبِطِ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ هو يَنْتَبِطُ الكلامَ‏:‏ أي يستخرجهُ، قال رؤبة‏:‏

يَكْفيكَ أثري القولَ وانتباطي *** عَوَارمًا لم تُرمَ بالأسقاطِ

والتركيبُ يدلُ على استخراجِ شيءٍ ***

نثط

ابن دريدٍ‏:‏ النثطُ‏:‏ غَمزكَ الشيءَ بيدك على الأرض حتى يطمئن، وهو الصحيحُ‏.‏

قال‏:‏ وفي الحديث‏:‏ كانت الأرضُ هفًا على الماءِ فنثطها اللّه بالجبالِ‏.‏ أي أثبتها‏.‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ النثطُ‏:‏ الأثقالُ، ومنه حديثُ كعبِ الأحبار‏:‏ إن اللّه لما مد الأرض مادت فَثَنَطها بالجبالِ فصارت كالأوتادِ لها ونثطها بالكامِ فَصَارت كالمثقلاتِ لها‏.‏ الكلمةُ الأولى بتقديمِ الثاءِ على النونِ؛ ومعناها‏:‏ شقها، والثانيةُ بتقديم النونِ على الثاء‏:‏ أي أثقلها‏.‏

ونَثَطَ الشيءُ نُثُوْطًا‏:‏ أي سَكَنَ‏.‏

وقال الليثُ‏:‏ النثْطُ‏:‏ خروجُ الكمأةِ من الأرض؛ والنباتِ إذا صَدَعَ الأرضَ فَظَهَرَ‏.‏

وقال غيرهُ‏:‏ نَثطَهُ تَنْثِيَطًا‏:‏ أي سَكنه‏.‏

نحط

النحِيْطُ‏:‏ الزفيرُ، وقد نَحَطَ يَنْحِطُ- مثالُ ضَرَبَ يَضْرِبُ-، قال ابو حِزامٍ غالبُ بن الحارثِ العُكلي‏:‏

فلا تَنْحِطْ على لُغَفَاءَ دَجْوا *** فليس مُفٍيئهم أمرُ النحِيْطِ

وقال أسامةُ بن الحارثِ الهُذلي‏:‏

من المُربعينِ ومن آزِلٍ *** اذا جنهُ الليلُ كالناحطِ

وقال عويجٌ النهابيُ‏:‏

نٍ تزلقُ الحِدثانُ عنهُ *** إذا أجراوهُ نحطوا أجابا

أرادج بجونٍ جبلاٍ، والحدثانُ‏:‏ الفُؤوسُ؛ الواحدةُ كانٌ؛ وهو جمعٌ على غير قياسٍ، وكذلك كِروانٌ في كروانٍ وورشانٌ في جمع ورشانٍ‏.‏

وقال رؤبة‏:‏

أدواءَ الرجالِ النحطِ *** مكانهاَ من شامتٍ وغُبطِ

وقال أيضًا‏:‏

وقد أداوي نحطةَ النحاطِ *** قصدًا وأسقي السم ذا الحِماطِ

ويروى‏:‏‏"‏ ذا الحِماطِ‏"‏‏.‏ وقال أيضًا في هذه أرجوزةِ وسارَ بغيُ الأنِفِ النحاطِ‏.‏

والناحطُ -أيضًا-‏:‏ الذي يسعلُ سُعالًا شديدًا، وبه فُسرَ -أيضًا- قولُ أسامةَ الذي كرتهُ‏.‏

وقال الليثُ‏:‏ القصارُ ينحطُ إذا ضَرَبَ بثوبهِ على الحجر ليكونَ أروحَ له، قال النابغةُ الذبياني‏:‏

وإن يِهِلك النعمانُ تُعْرَ مطيةٌ *** ويخبأُ في جوفِ العِيابِ قُطوعها

وتنحط حصانٌ آخرَ الليلِ نحطةً *** تقضبُ منها أو تكادُ ضُلُوعها

وقال الليثُ‏:‏ النحطةُ‏:‏ داءٌ يصيبُ الخيلَ والإبل في صدورها فلا تكادُ تسلمُ‏.‏

والنحاطُ‏:‏ الرجلُ المتكبرُ الذي يِنحطُ من الغيِظِ، أنشد‏:‏

مالكَ لا تنحطُ يا فلاحُ *** إن النحيطَ للسقاةِ راحُ

ويروى‏:‏ ‏"‏فَلاَحَهْ‏"‏ ‏"‏راحَهْ‏"‏‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ يُسبُ الرجلُ إذا تكلم فيقالُ له‏:‏ نَحَطَه اللّه، وهو النحاطُ والنحيطُ‏.‏

قال‏:‏ والنحطُ والنحاطُ‏:‏ ترددُ البكاءِ في الصدر من غيرِ أن يظهرَ نحوُ بكاءِ الصبي إذا شرقَ‏.‏

وقال النضرُ‏:‏ ناقةٌ منخوطةٌ ومنحطةٌ؛ من النحطةِ‏.‏

والتركيبُ يدلُ على حكايةِ صوتٍ‏.‏

نخط

نَخَطَه من أنفهِ نخطًا ومَخَطه مَخْطًا‏:‏ رمى به، قال ذو الرمة‏:‏

وأجمالُ مي إذ يقربنَ بعدما *** نخطنَ بذبانِ المصيفِ الأزارقِ

ويروى‏:‏ ‏"‏وُخِطْنَ‏"‏‏:‏ أي لُدِغنَ فيقطرُ الدمُ، وهذه هي الروايةُ الصحيحةُ المعُولُ عليها‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ يقال‏:‏ نَخَطَ بي ينخطُ نِخيطًا‏:‏ إذا سمع بي وشتمني‏.‏ ونَخَطَ علي ينخطُ‏:‏ بذخَ علي‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ يقالُ‏:‏ ما أدري أي النخطِ هي‏:‏ أي أي الناسِ هو‏.‏ وزاد ابن عباد‏:‏ أيُ النخطِ هو -بفتح النونِ-‏.‏

ويُقالُ للسخدِ وهو الماءُ الذي في المشيمةِ‏:‏ النخطُ‏.‏ فإذا اصفر فهو الصفقُ والصفرُ والصفارُ‏.‏

والنخطُ -أيضًا-‏:‏ النخاعُ وهو الخيطُ الذي في القفا‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ النخُطُ -بضمتينِ-‏:‏ اللاعبون بالرماح شجاعةً وبطالةً‏.‏

وقال الزهري في تركيبِ م خ ط ردًا على الليث في إنشادهِ رجزَ رؤبة‏:‏

وأن أدواءَ الرجالِ المخطِ *** مكانهاَ من شامِتٍ وغُبطِ

رأيتُ في شعرِ رؤبة‏:‏ وأن أدواءَ الرجالِ النخطِ بالنونِ، ولا أعرفُ ‏"‏المخطَ‏"‏ بالميم على تفسيرهِ، ثم قال‏:‏ قال ابن الأعرابي‏:‏ النخطُ‏:‏ اللاعبونَ بالرماحِ شجاعةً؛ كأنه أراد الطعانين في الرجال‏.‏

انتهى قولُ الأزهري‏.‏ قال الصغانيُ مؤلفُ هذا الكتابِ‏:‏ أما أرسلَ الكَلاَم على عَوانهِ وقال على ما خليتْ وعدل عن سواءِ الثغرةِ، والروايةُ‏:‏ وأن أدواء الرجالِ النحطِ بالحاءِ المهملةِ لا غيرُ؛ من النحيطِ وهو الزفيرُ والزحيرُ من الحسدِ، وقوله حكايةً عن ابن الأعرابي‏:‏ النخطُ‏:‏ اللاعبونَ، الصوابُ‏:‏ النخُطُ -بضمتينِ- كما ذكرتُ وكما ذكر هو أيضًا في هذا التركيب‏.‏

وانتخَطَه من أنفهِ‏:‏ رمى؛ مثلُ نَخَطَه، قال ابن فارسٍ‏:‏ وكأن هذا من الأبدالِ؛ والأصلُ الميمُ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ انتخَطَهُ‏:‏ أشَبَههُ‏.‏

نسط

ابن دريدٍ‏:‏ النسطُ -بالفتح-‏:‏ شبيهٌ بالمسْطِ أو هو بعينهِ‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ النُسُطُ -بضمتين-‏:‏ الذين يستخرجونَ أولادَ النوقِ إذا تعسر وِلادها‏.‏ وقال الزهري‏:‏ النونُ فيه مبدلةٌ من الميم‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ النسطُ والمَسْطُ واحدٌ‏:‏ وهو إذا بللتَ الثوبَ ثم حركتهَ بيدكَ لتخرجَ ماءه‏.‏

نشط

نَشِطَ الرجُلُ -بالكسر- ينْشَطُ نَشَاطًا- بالفتح- فهو ناشطٌ ونشيطٌ‏:‏ أي طيبُ النفسِ للعملِ وغيرهِ‏.‏ والمنشطُ‏:‏ الكثيرُ النشاطِ، وأنشد الأصمعي يصفُ بعيرًا‏:‏

مُنْسَرحٍ سَدْوَ اليدينِ منشطِهْ ***

وقال رؤبة‏:‏

يَنْضُو المطايا عَنقَ المُسَمِطِ *** برجِلٍ طالت وبوعٍ منشطِ

والناشطُ‏:‏ الثورُ الوحشي يخرجُ من أرضٍ إلى أرضٍ، قال ذو الرمة‏:‏

أذاك أم نمشٌ بالوشيِ أكرُعُهُ *** مُسفعُ الخد غادٍ ناشِطٌ شببُ

وقال الطرماحُ‏:‏

أذاك أم ناشِطَ توسنه *** جاري رذاذٍ يستنُ منجرِدًه

وقال الطِرماحُ أيضًا‏:‏

واستطربت ظُعُنُهُمُ لما احزأل بهم *** آل الضحى ناشِطًا من داعباتِ دَدِ

وقال أسامةُ الهُذلي‏:‏

وإلا النعامَ وحَفانهُ *** وطغيا من اللهقِ الناشِطِ

ويروى‏:‏ ‏"‏وطَغْيًا‏"‏ أي صوتًا‏.‏

وقولهُ تعالى‏:‏ ‏"‏والناشِطاتِ نشْطًا‏"‏ أي النجومِ تنشُطُ من برجٍ إلى برج كالثورِ الناشِطِ من أرضٍ إلى أرضٍ، وقال الفراءُ‏:‏ هي الملائكةُ تنشُطُ نفس المؤمنِ بقبضها، وقال ابن دريدٍ‏:‏ قال ابو عُبيدةَ‏:‏ تنشِطُ من بلدٍ إلى بلدٍ، وقال ابن عرفةَ‏:‏ هي الملائكةُ تنشُطُ أرواحَ المسلمين أي تحلها حلًا رفيقًا‏.‏

ويقالُ‏:‏ الهمومُ تنشطُ بصاحبها، قال هميانُ بن قُحافةَ السعديُ‏:‏

أمستْ هُمومي تنشطُ المناشِطا *** الشأمَ بي طورًا وطورًا واسطا

ونشَطَتْهُ الحيةُ تنشُطَهُ وتنشِطهْ نشطًا‏:‏ أي عضتهْ بنابها‏.‏

ونَشَطْتُ الدلوَ من البئر‏:‏ نزعتها بغير بكرةٍ‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ يقال للناقةِ حسُن ما نشطتِ السيرَ‏:‏ يعنى سدوُ يديها‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ نَِطْتُ الحبلَ أنشطهُ نشطًا‏:‏ عَقَدته أنشوطةً، والأنشوطةُ‏:‏ عقدةٌ يسهلُ انحلالها مثلُ عقدةُ التكةِ، يقالُ‏:‏ ما عقالكَ بأنشوطةٍ‏:‏ أي ما مودتك بواهيةٍ‏.‏

وقال الليثُ‏:‏ طريقُ ناشِطٌ‏:‏ ينشِطُ من الطريق العظم يمنةً ويسرةً؛ كقولِ حُميدٍ الأرقطِ يصفُ الفُراتَ‏:‏

قد الفلاةَ كالحصانِ الخارطِ *** معتسفًا للطرقِ النواشِطِ

وكذلك النواشِطُ من المسائل‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ بئرٌ أنشاطٌ‏:‏ أي قريبةُ القعرِ تخرجُ الدلوُ منها بجذبةٍ واحدةٍ‏.‏

قال‏:‏ وبئرٌ نُشوطٌ‏:‏ وهي التي لا تخرجُ منها الدلوُ حتى تنشطَ كثيرًا‏.‏

والنشوطُ -أيضًا-‏:‏ ضَربٌ من السمك، وليس بالشبوط‏.‏

وقال الليث‏:‏ النشُوطةُ‏:‏ كلامٌ عراقيٌ وهو سَمَكٌ يمقرُ في ماءٍ وملحٍ‏.‏

وقولهم‏:‏ لا حتى يرجعَ نشيطٌ من مروَ؛ وهو اسمُ رجلٍ بنى لزيادٍ دارًا بالبصرةَ فَهربَ إلى مروَ قبل إتمامها، فكان زيادٌ كلما قيل له تمم داركَ يقولُ‏:‏ لا حتى يرجعَ نشيطٌ من مروَ، فلم يرجعْ وصار مثلًا‏.‏

ونشِيْطٌ -أيضًا-‏:‏ من التابعينَ، قال البُخاري‏:‏ يروى عن ابن عباسٍ -رضي اللّه عنهما-‏.‏

وقال الليث‏:‏ النشيطةُ‏:‏ ما يغنمهُ الغُزاةُ في الطريق قبل البلوغ إلى الموضع الذي قصدوه‏.‏

وقال الليثُ‏:‏ النشيِطةُ من الإبل‏:‏ أن تؤخذَ فتستاقَ من غيرِ أن يعمدَ لها، قال عبد اللّه بن غنمةَ الضبي‏:‏

لك المِرباعُ فيها والصفايا *** وحُكمكَ والنشِيْطةُ والفضولُ‏.‏

‏"‏و‏"‏ قال ابن الأعرابي‏:‏ النُشُطُ -بضمتين-‏:‏ ناقِضُو الحبالِ في وقتِ نكثها لتضفرَ ثانيةً‏.‏

وقال الليث‏:‏ أنشطتهُ بأنشوطةٍ وأنشوطتينِ ونُشُطٍ كثيرةٍ أي أو ثقتهُ بذلك الوثاقِ‏.‏

وأنشطتهُ ونَشطتهُ‏"‏ حللتهُ، وأنشد الأصمعي‏"‏ يصفُ بعيرًا‏:‏

مُحتملٍ يَزْفِرُ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏

وأنشطتُ البعيرَ‏.‏

وأنشطتُ العِقالَ‏:‏ إذا مددتَ أنشوطتهَ فانحاتْ ومنه الحديثُ أنه حين أخرجَ سِحْرُ النبي ‏"‏صلى اللّه عليه وسلم‏"‏ جعل علي -رضي اللّه عنه- يحله؛ فكلما حل عُُقدهً وجد خِفةً؛ فقام كأنما أنشطَ من عِقالٍ‏.‏

وأنشطَ القومِ‏:‏ إذا كانت دوابهمُ نشيطةً‏.‏

وأنشطه الكلأ‏:‏ أي سمنَ‏.‏

ونشطهَ تنشيطًا‏:‏ من النشاط‏.‏

والتنشِيِطُ -أيضًا-‏:‏ العقدُ‏.‏

ونشطتُ الإبل‏:‏ إذا كانت ممنوعةً من الرعيِ فأرسلتها ترعى‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ رجلٌ منَشطٌ‏:‏ إذا نَزَلَ عن دابتهِ من طولِ الركوب، ولا يقال ذلك للراجِلِ، قال فيها النجم‏:‏

نَشطَها ذو لِمةٍ لم تُغْسَلِ *** صُلْبُ العصا جافٍ عن التغزلِ

وكذلك رجلٌ منتشِطٌ‏.‏

وانتشطتُ السمكةَ‏:‏ قشرتها‏.‏ وقال شمرٌ‏:‏ انتَشَطَ المالُ الرعيَ‏:‏ أي انتزعهَ بالاسنانِ كالاختلاسِ‏.‏

وانتَشَطْتُ الحبلَ‏:‏ أي مددتهُ حتى ينحل، قال رؤبةُ‏:‏

جذْبي دِلاءَ المجدِ وانتشاطي ***

وتنشَطَ لأمرِ كذا‏:‏ من النشاط‏.‏

وتنشَط المفارةَ‏:‏ جازها، من قولهم‏:‏ ثورٌ ناشِطٌ، قال رؤبةُ‏:‏

تَنَشطتْهُ كل مِغلاةِ الوهقْ ***

وتنشطتِ الناقةُ في سيرها‏:‏ وذلك إذا سدتْ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ استَنْشْطَ الجِلْدُ‏:‏ إذا انزوى واجتمعَ‏.‏

والتركيبُ يدلُ على اهتزازٍ وحركةٍ‏.‏

نطط

ابن الأعرابي‏:‏ النطُ‏:‏ الشدُ‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ نَطَطْتُ الشيءَ أنطهُ نَطًا‏:‏ إذا مددتهَ، وكلُ مدَ نط-مِثلُ مَطٍ سواء‏.‏

قال‏:‏ وأرضٌ نَطِيطةٌ‏:‏ أي بعيدةٌ‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ النطِيْطُ‏:‏ الفرارُ‏.‏

وقال‏:‏ وقيل لِرجلٍ من العرب‏:‏‏.‏‏.‏‏.‏تَ امرأتكَ‏؟‏ قال كنتُ منها على نَطِيْطٍ‏:‏ أي على فِرارٍ ونَط وند‏:‏ سواء‏.‏

وقال أبو زيد‏:‏ نَط في البلادِ يِنَط‏:‏ إذا ذهبَ فيها‏.‏

والأنَط‏:‏ السفرُ البعيدُ‏.‏ وعُقبةٌ نَطاءُ‏:‏ أي بعيدةٌ‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ رجلٌ نَطاطٌ‏:‏ أي مِهذارٌ كثيرُ الكلامِ، قال عمرو بن أحمر الباهلي‏:‏

ولا تحسبني مستعدًا لِنفرةٍ *** وإن كنتَ نَطَاطًا كثيرَ المجاهلِ

وقال ابن الأعرابي‏:‏ النطُطُ -بضمتينِ-‏:‏ الأسفارُ البعيدةُ‏.‏

والنطْنَاطُ‏:‏ الطويلُ المديدُ القامةِ، ومنه حديثُ النبي -صلى اللّه عليه وسلم-‏:‏ «ما فعل النفَرُ الحُمرُ الطوالُ النطَانِطُ‏.‏ وقد كُتبَ الحديثُ بتمامهِ في تركيبِ ث ط ط‏.‏

قال‏:‏ ونَطْنَطَ الرجلُ‏:‏ إذا باعَدَ سفرهَ‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ نَطنَطتُ الشيءَ‏:‏ مددتهُ؛ مِثلُ نَطَطتهُ‏.‏

وتَنَطْنَطَ الشيءُ‏:‏ إذا تباعدَ‏.‏

نعط

الليثُ‏:‏ ناعِطٌ‏:‏ اسمُ جبلٍ، قال امرؤ القيس‏:‏

هو المنزلُ الآلافَ من جو ناعطٍ *** بني أسدٍ حزنًا من الأرض أوعَرَا

قال‏:‏ وناعطٌ‏:‏ بَطن من همدانَ‏.‏ قال الصغانيُ مؤلفُ هذا الكتابِ‏:‏ ناعطٌ‏:‏ لَقَبٌ، واسمهُ ربيعةُ بن مرثدِ بن جشمَ بن حاشِدِ بن جُشمَ بن خيرانَ بن نوفِ بن همدانَ -واسمُ همدانَ‏:‏ أوسلةُ- بن مالك بن زيد بن كهلانَ‏.‏ وقد سموا ربيعةَ باسمِ الجبلَ ناعطًا‏.‏ وفي هذا الجبلَ حِصنٌ يُقال له ناعطٌ أيضًا؛ من حصونِ صنعاءَ؛ كان لِبعض الأذواءِ، قال لَبيدٌ -رضي اللّه عنه‏:‏

وأفنى بَنَاتُ الدهرِ أربابَ ناعِطٍ *** بمُستمَعٍ دُون السماءِ ومنظرِ

وقال أبو نواس يهجوُ نزارًا ويفتخرُ بقحطانَ‏:‏

لستُ لدارِ عفتْ وغيرها *** ضربانِ من قطرها وحاصبها

بل ونحنُ أربابُ ناعطٍ ولنا *** صنعاءُ والمسكُ في محاربهاِ

وقال المبرد‏:‏ ناعطُ‏:‏ مخلاف من مخاليف اليمن‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ النعطُ -بضمتين-‏:‏ المسافرون سفرًا بعيدًا‏.‏

والنعط‏:‏ القاطع واللقمِ بنصفينِ فيأكلون نصفًا ويلقونَ النصف الآخر في الغضارةَ، واحدهم‏:‏ ناعط، وهو السيئ الأدب في أكلهِ ومروءته وعطائه‏.‏

وقد أنعط وانطع‏:‏ إذا قطع لقمه‏.‏

نغط

ابن الأعرابي‏:‏ النُغُطَ -بضمتين-‏:‏ الطوال من الناس‏.‏

نفط

النفطُ والنفط‏:‏ الدهنُ المعروف، والكسرُ أفصحُ‏.‏ وقال ابن دريد النفط‏:‏ عربي معروف -بكسر النون-‏:‏ وفتحها خطأ عند الاصمعي، وأنشد الاصمعي‏:‏

كأن بينْ إبطها والإبط *** ثوبًا من الثوم ثوى في نِفْط

وكف نفيطة ومنفوطة ونافطة‏:‏ أصابتهاْ النَّفطة -بالفتح- والنِفطة -بالكسر- والنفطة -مثال كلمة-‏:‏ أي الجدري أو البثرة أورق جلدها من العمل فصار فيها كالماء، فإذا كان الفعل لها فهي نافطة، واذا فعلَ بها فهي نفيطة ومنفوطة‏.‏

ونفطتْ يده نفطًا -مثال فرحتْ فرحًا- ونفيطًا أيضًا‏:‏ محلت، ومنه الحديث‏:‏ فنفط فتراه منتبرًا‏.‏ وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ج ذ ر‏.‏ ونفطت العنز -بالفتح- تنفط نفيطًا‏:‏ إذا نثرت بأنفها؛ عن أبي الدقيش، يقال‏:‏ ماله عافطة ولا نافطة‏:‏ أي شيء‏.‏ وقال ابن عباد‏:‏ النافطةُ‏:‏ هي التي تنفطُ ببولها أي تدفعهُ دفعًا دفعًا‏.‏

قال ابن فارس‏:‏ هي التي تنفط بأنفها‏.‏

والقدر تنفطُ غضبًا‏:‏ أي ينفتُ نفتًا‏:‏ إذا غلتْ وتبجستْ‏.‏

وإن فلانًا لينفط غضبًا‏:‏ أي ينفتُ، قال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي‏:‏

ولا ناتي لماتي محدجيهم *** على‏.‏‏.‏‏.‏”رتي من النفط

نأتي‏:‏ حسدي‏.‏

ونفط الظبي نفيطًا‏:‏ إذا صوتَ‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ رغوة نافطة‏:‏ ذاة نفاخاتٍ، وأنشد‏:‏

وحلب فيه رغى نوافطُ

والنفاطة -بالفتح والتشديد-‏:‏ والموضع الذي يستخرجُ منه النفط‏.‏

والنفاطة -أيضًا-‏:‏ أداة تعمل من النحاس يرمي فيها بالنفط والنار‏.‏

والنفاطةُ‏؟‏ أيضًا-‏:‏ ضرب من السرجُ يستصبحُ بها‏.‏

ونفطةُ مدينة بإفريقية، وأهلها شراة إباضية‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ نفطت استه‏:‏ فقعت‏.‏

قال‏:‏ ورجل نفطة -مثال تودة-‏:‏ أي يغضبُ سريعًا‏.‏

وقال يونسُ‏:‏ التنافيظ‏:‏ أن تنتزع شعرَ الجلد ثم تلقيهُ في النار ثم يؤكل، وذلك في الجدب والسنة‏.‏

وأنفط العملُ اليدَ‏:‏ أظهر فيها النفطة‏.‏

وقال الفراءُ في نوادره‏:‏ أنفطتْ العنزُ ببولها، والناس يقولونَ‏:‏ أنفطتْ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ يقالُ إنه ليتنفط عليه غضبًا‏:‏ أي اشتد غضبه‏.‏

والقدر تنافط‏:‏ أي ترمي بالزبد‏.‏

نقط

النقطة‏:‏ واحدةُ النقط والنقاط -كبرمة وبرامٍ-؛ عن أبي زيد‏.‏

قال‏:‏ وأرض بها نقاط من الكلأ‏:‏ أي قطع متفرقة‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ يقال ما بقي من أموالهم إلا النقطة‏:‏ وهي قطعة من النخل وقطعة من زرع هاهنا وهاهنا‏.‏

ونقطةُ‏:‏ من الإعلام‏.‏

ونقط الكتاب ينقطة نقطًا ونقطه تنقيطًا‏.‏

ونقط ثوبه بالزعفران أو المداد‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ تنقطت الخبر‏:‏ أخذته شيئًا بعد الشيء‏.‏

والتركيبُ يدل على نكتة لطيفة‏.‏

نمط

النمط‏:‏ ضرب من البسط، والجمعُ‏:‏ أنماط -مثالُ سببٍ وأسبابٍ-‏.‏

وهي الضفرطة‏.‏

ضغط

رجل ضفيط بين الضفاطة‏:‏ أي ضعيف الرأي والعقل، قال ابو حزام غالبُ بن الحارث العكلي‏.‏

تعادت بالجنان على المزجى *** ويخفي بالبدء الضفيط

يخفي‏:‏ يظهرُ، والبدء‏:‏ الداهية، وقد ضفط -بالضم-، وبلغ عمر -رضى الله عنه- أن رجلا استأذن فقال‏:‏ إني لا أراه ضفيطًا، لأنه كان ينكر قول من قال‏:‏ إذا قعد إليك رجل فلا تقم حتى تستأذنه‏.‏

وقال الليثُ‏:‏ الضفيط‏:‏ العذيوط الذي يبدي إذا جامع أهله‏.‏

وعن ابن سيرين‏:‏ أنه شهد نكاحًا فقال‏:‏ أين ضفاطتكم، أراد الدف لأنه لعب ولهو فهو راجع إلى ملا يحققُ فيه صاحبه‏.‏

وفي حديث عمر -رضى الله عنه-‏:‏ أنه سمع رجلا يتعوذ من الفتن فقال‏:‏ اللهم إني أعوذ بك من الضفاطة، أتسأل ربك إلا يرزقك أهلا ومالا‏.‏ ذهبَ إلى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إنما أموالُكم وأولادُكم فتنة‏}‏ وكره التعوذ منها‏.‏

وفي حديث ابن عباس -رضى الله عنهما-‏:‏ لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء، فقيل له‏:‏ أتقولُ هذا وأنت عامل لفلان، فقال‏:‏ إن في ضفطات وهذه إحدى ضفطاتي الضفطة للمرة كالحمقة، والجمع الضفط ضفطى؛ كصريعه وصرعى‏.‏ وفي الحديث عمر‏؟‏ رضى الله عنه-‏:‏ أن صاحب محمد‏؟‏ صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «تذاكروا الوتر، فقال أبو بكر‏؟‏ برضى الله عنه-‏:‏ أما أنا فأبدوا الوتر، وقال عمر -رضى الله عنه-‏:‏ لكني أوتر حين ينام الضفى‏:‏ همُ الحمقى والنوكى‏.‏

والضفيط -أيضًا- من فحول الإبل‏:‏ السريس‏.‏

والضفيط‏:‏ السخي‏:‏وهو من الاضداد‏.‏

والضَّفَّاطة -بالتشديد-‏:‏ شبيهة بالدجاجة؛ وهي الرفقة العظيمة‏.‏

والضفاط‏:‏ الذي يكري الإبل من قرية إلى قرية أخرى‏.‏ وقال ابن الأعرابي‏:‏ الضفاط‏:‏ الجمال وروي‏:‏ أن ضفاطة -ويروي‏:‏ ضفاطتين- قدموا المدينة‏.‏

وقيل‏:‏ الضفاطةُ‏:‏ رذال الناس، وكذلك الضفاط، قال بن القطيب‏:‏

ليست به شمائل الضفاط

وقال ابن شميل‏:‏ الضفاطة‏:‏ الأنباط كانوا يقدمون المدينة بالدرمك والزيت وقال ابن المبارك‏:‏ الضفاط‏:‏ الجالب من الأصل والمقاط‏:‏ الحاملُ من قريةُ إلى قرية‏.‏

وقيل‏:‏ الضفاط‏:‏ الذي يكري من منزل إلى منزل أو من ماء إلى ماء، قال‏:‏ وما كنت ضفاطًا ولكن راكبًا‏.‏

وذاةُ أنواطٍ‏:‏ اسم شجرة كلان يُنَاطُ بها السلاح وتعبد من دون الله، ومنه الحديث‏:‏ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ابْصَرَ في بعض أسفاره شجرة دَفْوَاءَ ذاةَ أنوَاطٍ‏.‏ الدَّفْوَاءُ‏:‏ العظيمة الطويلة الفروع والأغصان الجَثَلةُ الظليلةُ‏.‏ سُمي المَنُوطُ بالنَّوِط وهو مصدر؛ ثم جمع- ومنه قولهم لِمزد الراكب الذي يَنُوطه‏:‏ نَوطٌ والنَّوُطُ والنَّوْطَةُ‏:‏ جُلة صغيرة فيها ثمر تعلق من البعير، وفي الحديث أنه أهْدي إلى النبي -صلى الله عليه ويلم- نَوْطُ من تَعْضوض هجر أهداه ‏"‏له‏"‏ وفد عبد القيس‏.‏

‏"‏والنَّوْطُ‏"‏‏:‏ العلاوة بين ‏"‏العدْلَيِنِ‏"‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ وأصله الجُلَّةُ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ إذا تلكأ في السير بصر‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ والإلحاح على البعير، وأنشد ابن دريد‏:‏

فَعَلَّق النَّوْطَ أبا مَحْبُوبِ *** إنَّ الغّضّا ليس بذي تَذنُوبِ

وقال أبو عمر‏:‏ النّوْطَةُ‏:‏ البئر بين الجبلين‏.‏

والنَّوْطَةُ‏:‏ الحَوصَلةُ، قال النابغة الذبياني يصف القَطَاةَ‏:‏

حَذّاءُ مُدْبِرَةً سَكّاءُ مُقْبلَةً *** للماءِ في النَّحْرِ منها نَوْطَةُ عَجَبُ

والنَّوْطَةُ -أيضًا-‏:‏ وَرَمٌ في نَحْرِ البعير وأرفاغه، وقال ابن دريد‏:‏ النَّوْطَةُ‏:‏ غُدَّةٌ تصيب البعير في بطنه فلا أن تقتله، يقال‏:‏ نِيْطَ البعير‏:‏ إذا أصابه ذلك‏.‏

والنَّوْطَةُ -أيضًا- الحِقْدُ، قال عمرو بن أحمر الباهلي‏:‏

وما عِلْمُنا ما نَوْطَةٌ مُسْتَكِنَّة *** ولا أيُّ ما قارَفتُ أسقى سِقائيا

يقول‏:‏ وما ادري أي ذنوبي فعل بي هذا‏.‏ ويروى‏:‏ ‏"‏ولا أي من قارَفْتُ‏"‏‏.‏ وقوله‏:‏ أسقى سِقائيا‏:‏ أي أوعى جوفي هذا الدّاء الذي أجده‏.‏

والنَّوءطُ‏:‏ ما بين العجز والمتن‏.‏

والأنْوَاطُ‏:‏ ما عُلق على البعير إذا أوقِرَ‏.‏ وكل عُلق من شيءٍ فهو نَوْطُ‏.‏

ويقال‏:‏ نَوْطَةٌ من صلح، كما يقال‏:‏ عِيصٌ من سِدرٍ وايكةٌ من أثلٍ وفرشٌ من عُرفُطٍ ووهط من عُشر وغال من سلم وسليل من سَمرٍ وقصيمة من غَضًَا ومن رمث وصريمة من غضا ومن سلم وحرجة من شجر‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ النَّوْطُ‏:‏ المكان فيه شجر في وسطه وطرفاه لا شجر فيهما؛ وهو مرتفع في السيل، يقال‏:‏ أصابنا مطر وإنا لَبِنَوطةٍ‏.‏ وقال ابن شُميل‏:‏ النَّوْطَةُ ليست بواد ضخم ولا بتلعة؛ هي بين ذلك‏.‏

والتَّنْوَاطُ‏:‏ ما يتلعق من الهودج يزين به‏.‏

ويقال‏:‏ فلان منَّي مَنَاطَ الثُريا‏:‏ أي في البعد‏.‏ وهذا الشيء مَنُوْطٌ بفلان‏.‏

وقال الخليل‏:‏ المَدّاتُ الثلاث مَنُوْطاتُ بالهمز، قال‏:‏ ولذلك قابل بعضهم في افْعَلي وافْعَلا وافْعَلوا في الوقوف‏:‏ افْعَلِىء وافْعَلا وافْعَلُوا، ولذلك يهمزون ‏"‏لا‏"‏ إذا وقفوا فيقولون‏:‏ لا‏.‏

ويقال‏:‏ رجل مَنُطُ بالقوم‏:‏ أي ليس منهم، وقيل‏:‏ دَعِيُّ، قال حسان بن ثابت يهجو أبا سفيان -رضي الله عنهما-‏:‏

وكْنت دَعِيًّا نشيْطَ في آلِ هاشمٍ *** كما نِيْطَ خَلْفَ الرّاكِبِ القَدَحُ الفَرْدُ

والنَّيَاطُ‏:‏ ما يعلق به الشيء، يقال‏:‏ نُطْتُ القربة بِنياطها‏:‏ أي علقتها من محمل ونحوه‏.‏

ونِيَاطُ المفازة‏:‏ بعد طريقها فكأنها نِيْطَتْ بمفازةٍ أخرى لا تكاد تنقطع، قال العجاج‏:‏

وبَلْدَةٍ بَعِيْدِة النَّيَاطِ *** مجْهولةٍ تَغتال خَطْوَ الخاطي

والنَّيَاطُ‏:‏ كوكبان بينهما قلب العقرب‏.‏

والنَّيَاط‏:‏ عرق عُلق به القلب من الوترين فإذا قُطع مات صاحبه‏.‏ ويقال للأرنب‏:‏ المُقطعة النَّيِاط والمقطعة الأسحار والمقطعة السحور على التفاؤل؛ أي نِيَاطُها يقطع على هذا الاسم‏.‏ في ال‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ من يكسر الطاء؛ أي سرعتها وشدة عَدوها كأنها تُقطع نِياطَها، وقيل‏:‏ تُقطع نِيَاطَ الكلاب من شدة عدوها‏.‏

وكذلك النَّيْطُ، قال أبو سعيد‏:‏ القياس‏:‏ النَّوْطُ، لأنه من ناطَ يَنُوطُ، غير أن الياء تعاقب الواو في حروف كثيرة، ويجوز أن يقال أصله نَيطُّ؛ فخفف؛ كميت وهين ولين في ميتٍ وهين ولينٍ‏.‏

ويقال‏:‏ رُمي في نَيْطِه وطعن في جنازته‏:‏ إذا مات، ومنه حديث عليّ -رضي الله عنه- أنه قال‏:‏ لودَّ معاوية أنه ما بقى من بني هاشم نافخ ضرمةٍ الا طُعن في نَيْطِه‏.‏

ويقال‏:‏ رماه الله بالنَّيِط‏:‏ أي بالموت‏.‏

ونِيَاطُ القوس‏:‏ مُعلقها‏.‏

والنّاءطُ‏:‏ عرق في الصلب ممتد بعالج المصفور بقطعه، قال العجاج يصف ثورًا طعن الكلاب‏:‏

وبَجَّ كلَّ عِاندٍ نَعُورِ *** أجْوَفَ ذي فَوّارَةٍ ثَوورِ

قَضْبَ الطبيب نائطَ المَصْفُوِر ؤالنّائطَةُ‏:‏ الحَوصَلةُ‏.‏

وقال ابن عباد النَّيَّطَةُ‏:‏ ‏"‏البعير يرسله مع ناسٍ يمتارون‏"‏ ليحمل له عليه‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ بئر نَيُطٌ -على فعيل-‏:‏ إذا حفرت فأتي الماء من جانب منها فسال الى قعرها ولم تعن من قعرها بشيءٍ، وأنشد‏:‏

لا تَسْتَقي دِلاؤها من نَيّطِ *** ولا بَعِيدٍ قَعرُها مُخْرَوط

وقال أبو الهيثم‏:‏ النَّيَّطُ‏:‏ العين في البئر قبل أن تصل إلى القعر، ومنه حديث الحجاج‏:‏ أنه أمر رجلًا له عضيدة أن يحفر بالشجي بئرًا فحفرها؛ فقال‏:‏ يا عُضيدة أأخسفت أم أوشلت‏؟‏ ويروى‏:‏ أمْ أعلمت- فقال‏:‏ لا واحد منهما ولكن نَيَّطًا بين المائين، قال‏:‏ وما يبلغ ماؤها‏؟‏ قال‏:‏ وردت عَلَيَّ رفقة فيها خمسة وعشرون بعيرًا؛ فرويت الإبل ومن عليها، فقال الحجاج‏:‏ الإبل حفرتها إن الإبل ضُمزٌ خُنُس ما جشمت‏.‏ قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب‏:‏ وسبب ذلك أن رفقةً ماتت من العطش بالشجي‏.‏ فقال الحجاج‏:‏ أني أظنهم قد دعوا الله حين بلغهم الجهد؛ فاحفروا في مكانهم الذي ماتوا فيه لعل الله يسقي الناس، فقال رجل من جلسائه‏:‏ قد قال الشاعر‏:‏

تَرَاءَتْ له بَيْنَ الَّلوى وعُنَيْزَةٍ *** وبَيْنَ الشَّجِي مّماِ أحالَ على الوادي

ما تَراءت له إلا وهو على ماءٍ، فأمر الحجاج رجلًا له عُضيدة أن يحفر في الشَّجي بئرًا؛ فحفرها؛ فلما أنْيَطَ حمل معه قربتين من مائها إلى الحجاج بواسطٍ، فلما طلع قال له‏:‏ يا عضيدة لقد تخطيت بها ماء عذابًا أأخسفت‏.‏ الحديث‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ إن كان الحرف على ما روي ‏"‏فهو من‏"‏ ناطَه يَنُوْطُه‏:‏ إذا ‏"‏عَلَّقَه؛ أراد‏"‏‏:‏ أن الماء وَ‏"‏سَط بين المائين‏"‏‏:‏ كأنه معلق بينهما‏.‏ وإن كانت الرواية لكن نَبَطًا‏؟‏ بالباء الموحدة- ‏"‏فإنَّه‏"‏ يقال ‏"‏للرَّكِيَّة‏"‏ إذا استخرج ماؤها‏.‏

والتَّنضوُّطُ والتُّنَويطُ‏:‏ طائر، قال الأصمعي، سمي بذلك لأنه يُدلي خيوطها من شجرةٍ ثم يفرخ فيها، الواحدة‏:‏ تَنَوُّطَةٌ وتُنَوَّطَةٌ‏.‏

وقال ‏"‏حَمْزَةُ‏"‏ في قولهم‏:‏ أصنع من تَنَوطٍ‏:‏ هو طائر يركب عشه تركيبًا بين عودين من أعواد الشجر فينسجه كقارورة الدهن ضيق الفم واسع الداخل فيودعه بيضه فلا يوصل إليه حتى تدخل اليد فيه إلى المعصم‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ أناطَتِ الإبل‏:‏ أصابها وَرَمٌ في نحورها؛ مثل نِيْطَتْ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ نَوَّطْت القربة تَنْوِيْطًا‏:‏ إذا أثقلتها لتدهنها‏.‏

وانْتَاطَ المكان‏:‏ بَعُدَ‏.‏

وقال أبو عمرو‏:‏ انْتَاطَ من قولهم‏:‏ أني أريد أن أسْتَنِطَكَ ناقتي‏:‏ إذا دفعها إليه ليمتار له ‏"‏عليها، فيقول‏"‏ الرجل‏:‏ أنا أنْتَاطُها لك‏.‏

والتركيب يدل على تعليق شيءٍ بشيء إذا علقته به، وقد شَذَّ عن هذا التركيب قولهم‏:‏ بئر نَيُّطٌ‏.‏

نهط

ابن دريد‏:‏ النَّهْطُ‏:‏ الطَّعْنُ، يقال‏:‏ نَهَطَه بالرمح‏:‏ إذا طَعَنَهُ به‏.‏

وأط

ابن عباد‏:‏ الوَأطَةُ‏:‏ من لُجج الماء‏.‏

وزُرت القوم ووأطْتُهم‏:‏ بمعنى واحد‏.‏

والوَأطُ‏:‏ الهيج‏.‏

والوَأطَةُ من الأرض‏:‏ الموضع المرتفع منها‏.‏

وبط

الفرَّاء‏:‏ ووَبَطَ ووَبِط ووَبُطَ -بالحركات الثلاث- وَبْطًا ووُبُطًا؛ والمستقبل يَبِطُ ويَوْبَطُ ويَوْبُطُ‏:‏ أي ضعف‏.‏

والوابِطُ‏:‏ الجبان الضعيف، قال الكُميت يمدح أبان بن الوليد بن مالك‏:‏

لِيَهنئكَ أن قد كَسَاك الوَليد *** سُراَدق مَجْدٍ عليك احِتجَارا

تُرَاث فَوَارِسَ لا طالبِيْنَ *** وَغْماُ ولا وابِطِينَ انْتِصارا

نصب ‏"‏انتِصارًا‏"‏ على المصدر؛ وإن شئت على التفسير‏.‏ قال الكُميت أيضًا يمدح الحكم بن الصَّلت بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي؛ وكان على شرطة يوسف بن عمر بن محمد‏:‏

ومن خِنْدِفَ استَثْقَبتَ نارًا تحُشُّها *** بِسَعْدِ بن زَيْدٍ غَيْرَ وابِطَةِ الأهْلِ

يُريدُ‏:‏ سعد بن زيد مناة بن تميم، وكانت أم الحكم من بني سعد‏.‏

وقال آخر‏:‏

أفَمنا لهم ثَمَّ سُوْقَ الضَّرَابِ *** فما غَمَزَ القَوْمُ القَومُ مِنّا وُبُوْطا

ويقال‏:‏ أردت حاجة فَوَبَطني عنها فلان‏:‏ أي حسبني‏.‏

ووَبَطْتُهُ‏:‏ أي وَضَعتهُ، وفي دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «اللهم لا تَبِطني بعد إذ رَفعتَني، يقال‏:‏ وَبَطتُ الرجل‏:‏ إذا وضعت من قدره‏.‏

والوِبَاطُ‏:‏ الضَّعَفاء‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ وَبَطْتُ حَظَّ الرجل أبِطُهُ وَبْطًا‏:‏ إذا أخسسْته أو وضعت من قدره‏.‏ ورجل وابِط‏:‏ إذا كان خسيسًا‏.‏

وقال غيره‏:‏ وَبَطَ بالأرض‏:‏ إذا لصق بها‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ أوبَطْتهُ‏:‏ أثْخَنْتُه‏.‏

والتركيب يدل على ضعفٍ‏.‏

وخط

وَخَطَه الشَّيْبُ‏:‏ أي خالَطَه‏.‏

وقال الليث‏:‏ وُخِطَ فلان‏:‏ أي شاب رأسه وهو مَوْخُوطٌ‏.‏

وتقول‏:‏ وَخَطَ في السير بِخَطُ‏:‏ أي أسرع وكذلك وَخَطَ الظليم ونحوه ووخدَ‏:‏ يراد بذلك سمعة الخَطو‏.‏

ووَخْطُ النعال‏:‏ خَفْقُها‏.‏ ومنه حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «أنه خرج فأخذ ناحية البقيع فاتبعناه؛ فلما سمع صوت نعالنا خلفه وقف ثم قال‏:‏ امضوا؛ وهو يشير بيده حتى مضينا كلنا؛ ثم أقبل يمشي خلفنا فالتفتنا بمَ يا رسول الله صنعت ما صنعت، قال‏:‏ أني سمعت وَخْطَ نعالكم خلفي فتخوفت أن يتداخلني شيء؛ فقدمتكم بين يدي ومشيت خلفكم، فلما بلغ البقيع وقف على قبرين فقال‏:‏ هذا قبر فلان لقد ضرب ضربةً تقطعت منها أوصاله؛ ثم وقف على الآخر فقال مثل ذلك؛ ثم قال‏:‏ أما ‏"‏هذا فكان يمشي‏"‏ بالنميمة وأما هذا فكان لا يتنزه عن شيءٍ من البول يصيبه‏.‏ وفي حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أنه كان في جنازة فلما دفن الميت قال‏:‏ ما أنتم ببارحين، حتى يسمع وَخْطَ نعالكم وذكر سؤال القبر وأن الميت إن كان من أهل الشك ضربه بمرصافةٍ كامطرقة لارتصافها واجتماعها والمرضافةُ من الرضف وهو الحجارة المحماة كأنه أراد مقمعة من نار‏.‏

وقال الليث‏:‏ وَخَطْتُه بالسيف‏:‏ أي تناولته من بعيد، تقول منه‏:‏ وُخِطَ يوخَطُ وَخْطًا‏.‏

قال الأزثغهري‏:‏ أسمع لغيج الليث الوَخْطِ أنه الضرب بالسيف؛ وأراه أنه أراد أنه يتناوله بذباب السيف طعنًا لا ضربًا‏.‏

ووَخَطَ‏:‏ دَخَلَ، والمِيْخَطُ‏:‏ الدّاخِلُ، وأنشد الأصمعي‏:‏

مثسْتَلحِقٍ رَجْعَ التَّوالي مِيخَطِه

والمَوْخِطُ ‏"‏مِثْلُه‏"‏‏.‏

وأنشد -أيضًا- في هذه الأرجوزة‏:‏ وَخْطَةَ كَيّ نَشْنَشَت في مَوخِطِه والوَخْطُ‏:‏ طعن يجوف ولا ينفذ، قال رؤبة‏:‏

حتى رَضُوا بالذُّل والإيْهَاطِ *** وضرْبِ أعناقِهم القُسَّاطِ

بالبِيْض تَحْتَ الأَسَلِ الوَخّاطِ ***

وقال أيضًا‏:‏ بِسَلبٍ ذي سَلِباتٍ وُخَّطِ وقال العجاج يصف ثورًا‏:‏

ثُمتَ كَرَّ ساخِطَ الأسخَاطِ *** يَحُوْذُهنَّ رَهْبَةَ الخِلاَطِ

بِوَلقِ طَعْنٍ كالحَرِيقِ الشّاطي *** وَخْطًا بِماضٍ في الكُلى وَخّاطِ

وقال بعضهم‏:‏ هو الطعن النافذ‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ فَرُّوج واخِطٌ‏:‏ إذا جاوز حد الفراريج وصار في حد الديوك‏.‏

ورط

الوَرْطَةُ‏:‏ الهلاك‏.‏ ويقال للرجال إذا وقع في أمرٍ لا يقدر أن ينجو منه‏:‏ قد وقع في وَرْطَةٍ، قال رؤبة‏:‏

نَحنُ جَمَعنا النّاسَ بالمِلْطاطِ *** فأصبَحوا في وَرْطَةِ الأوْراطِ

وقال أبو عبيد‏:‏ أصل الوَرْطَةِ‏:‏ أرض مُطمئنة لا طريق فيها‏.‏

وقال الأصمعي‏:‏ الوَرْطَةُ‏:‏ أُهوية متصوبة تكون في الجبل يشق على من وقع بها الخروج منها، قال طُفيل بن عوف الغنوي يصف الإبل‏:‏

تَهَاب الطَّريق السَّهْلَ تَحسبُ أنه *** وُعُوْر وِراطٌ وهو بَيداءُ بَلقعُ

ؤالوَرْطَةُ‏:‏ الوَحَل والردَغَةُ تقع فيها الغنم فلا تقدر على التخلص منها‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الوَرْطةُ‏:‏ البئر‏.‏ وقال أبو عمرو‏:‏ هي الهلكة كما سبق ذكرها، وأنشد‏:‏

إن تَأت يَومًا مثلَ هذي الخُطّهْ *** تُلاقِ من ضضرْبِ نُميرٍ وَرْطه

وجمع الوَرْطَةِ‏:‏ وِرَاطٌ، قال المتنحل الهذلي‏:‏

وأكْسُو الحُلَّةَ الشَّوكاءَ خِدْني *** وبعضُ الخَيرِ في حُزَنٍ وِرَاطِ

ويروى‏:‏ ‏"‏وبعض القوم في حزنٍ‏"‏ أي بعض الخير يخرج بعد ‏"‏حُزُونَةٍ‏"‏‏.‏

وأوْرَطَ الرجل‏:‏ ألقَاه في الوَرْطَة‏.‏

وأوْرَطَ إبِله في إبلٍ أخرى أو مكان لا ترى‏:‏ غضيَّبها‏.‏

وأوْرَطَ الجرير في عنق البعير‏:‏ إذا جعل طرفه في حلقته ثم جذبه حتى يخنق البعير، قال‏:‏

حتى تَرَاها في الجَرِيرِ المُوْرَطِ *** سُرْحَ القِيَاد سَمْحَةَ التْهَبِط

وقال ابن الأعرابي‏:‏ وَرَّطَ الإبل توررِيْطًا‏:‏ أي سترها وغيبها، مثل أوْوَطَها‏.‏

ووضرذَطَهُ‏:‏ أوقَعضه في الوَرْطَة، مثل أورَطَه‏.‏

وقال شمر‏:‏ استورط فلان في الأمر‏:‏ إذا ارتبك فيه فلم يسهل المخرج منه‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ استَوْرَطَ فلان في حبالتي‏:‏ نشب فيها‏.‏

قال‏:‏ واسْتُورِطَ على فلان‏:‏ إذا تحير في الكلام‏.‏

وتَورَّطَ في الأمر‏:‏ وقَعَ فيه، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة‏:‏

عَجِِبَتْ غَداةَ لقيتُها فَتَبسمت *** من شاحِبٍ فَقَدَ المواليَ أشْمَطِ

أسْوانَ قد نَقَضْت شَعُوْبُ جَدِيْلَهُ *** ورَمى الزَّمان به على مُتَوَّرط

وقال شمر‏:‏ تَوَرَّط فلان في الأمر‏:‏ إذا ارتبك فيه فلم يسهل له المخرج منه؛ مثل اسْتَوْرَطَ فيه‏.‏

وَتَرَّطَتِ الغنم‏:‏ وقعت في الوَرطةِ؛ أي الوَثي‏.‏

والمُوَارَطَةُ‏:‏ أن يُوْرطَ إبله في إبلٍ أخرى أو في والشام والعراق وواسطًا ودبقًا وهجرًا وقباءً؛ مكان لا تُرى يغيبها فيه‏.‏

وفي كتاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «لا خِلاَطَ ولا وِرَاطَ، وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب س ي ب‏.‏

وقال أبو عبيدٍ‏:‏ الوِرَاطُ‏:‏ الخديعة والغش وهو أن يجمع بين متفرق أو يفرق بين مجتمع‏.‏ قال ابن الأعرابي‏:‏ هو أن يخبأها ويفرقها‏.‏

والتركيب يدل على البلية والوقوع فيما لا مخلص منه‏.‏

وسط

الوَسَط من كل شيءٍ‏:‏ أعدَلُه‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وكذلك جَعَلْناكم أمَّةً وَسَطًا‏}‏ أي عدلا خيارًا‏.‏

وواسِطَةُ الكُور‏:‏ مقدمه، وكذلك واسطه‏.‏ وعن يعلى بن مرة بن وهب أبى المرازم الثقفي -رضي الله عنه- وهو يعلى بن سيابة -وسيابة أمه- قال‏:‏ أتت امرأة النبي -صلى الله عليه وسلم- بصبي فقالت‏:‏ أصابه بلاء، قال‏:‏ ناولينيه؛ فرفعتهايه؛ فجعله بينه وبين واسطة الرحل، ثم دعا له فَبَرَأ‏.‏ وقال طرفه بن العبد يصف ناقته‏:‏

وإن شئتُ سامي واسِطَ الكُوْرِ رَأسُها *** وعامَت بِضَبْعَيها نَجَاءَ الخَفَيْدَدِ

وقال أسامة الهذلي يصف متلفًا‏:‏

تَصِيحُ جَنَادِبهُ رُكَّدًا *** صِيَاح المَسَامِيرِ في الوَاسِطِ

وواسطة القلادة‏:‏ الجوهر الذي في وسطها، وهو أجودها‏.‏

وواسِطُ‏:‏ بلد سُمي بالقصر الذي بناه الحجاج بين الكوفة والبصرة، وهو مذكر مصروف، لأن أسماء البلدان الغالب عليها التأنيث وترك الصرف؛ ألا مِنىً والشام والعراق وواسطًا ودابقًا وفلجًا وهجرًا وقُبَاءً؛ فإنها تذكر وتصرف، ويجوز أن تريد بها البقعة أو البلدة فلا تصرفه، قال الفرزدق يرثي عمر بن عبد الله بن معمر‏:‏

مِنْهنَّ أيام صِدقٍ قد بُليْتَ بها *** أيامُ واسِط والأيَام مِنْ هَجَرا

هكذا أنشد بعض من صنف في اللغة شاهدًا على ترك الصرف في هجر، والرواية‏:‏ ‏"‏أيام فارس‏"‏ لا غير، والبيت من أبيات الكتاب، وأراد بلاء عمر وصبره، ويوم هجر يوم أبي فديكٍ الخارجي‏.‏

وفي المثَل‏:‏ تَغَافَل كأنك واسطي‏.‏ قال المبرد‏:‏ أصله أن الحجاج كان يتسخرهم في البناء فيربون وينامون وسط الغرباء في المسجد فيجيء الشرطي فيقول يا واسطي؛ فمن رفع رأسه أخذه وحمله؛ فلذلك كانوا يتغافلون‏.‏

وقال أبو حاتم‏:‏ فأما واسط هذا البلد المعروف فمذكر لأنهم أرادوا بلدًا واسطًا؛ فهو مصروف على كل حال‏.‏

قال ابن دريدٍ‏:‏ وواسِطٌ‏:‏ موضعٌ بنجدٍ‏.‏

قال‏:‏ وبالجزيرةِ -أيضًا- واسطٌ، وإياه عنى الأخطلُ بقولهِ‏:‏

عَفَا واسِطٌ من آلِ رضوى فَنَبْتَلُ *** فَمجتَمَعُ الحُرينِ فالصبرُ أجملُ

وواسطُ‏:‏ قريةٌ من قرى اليمن قُربَ زبِيْدَ‏.‏

وواسطٌ‏:‏ الجبلُ الذي يقعدُ عندهَ المساكينُ إذا ذهبتَ إلى منىً‏:‏ قال الحارِثُ بن مُضاضٍ الجُرهميُ يتشوقُ إلى مكةَ -حرسها اللّه تعالى- لما أجلاهُم عنها خُزاعةُ‏:‏

كأن لم يكن بين الحَجُونِ إلى الصفاَ *** أنيسٌ ولم يسمُرْ بمكةَ سامرُ

ولم يتربعْ واسِطا وجنوبهُ *** إلى السر من وادي الأراكةِ حاضرُ

وقال أبو عبيدةَ‏:‏ مِجدلٌ‏:‏ حِصنٌ لبني حنيفةَ يقال له واسِطٌ، وأنشد قولَ الأعشى‏:‏

في مِجْدَلٍ شيدَ بُنيانهُ *** يزلُ عنه ظُفُرُ الطائرِ

وواسِطٌ‏:‏ جبلٌ لبني عامر، قال‏:‏

أمًا نسلمْ أو نَزُر أهلَ واسِطٍ *** وكيفَ بتسليمٍ وأنت حَرَامُ

وواسطٌ -أيضًا-‏:‏ من منازلِ بني قُشيرٍ‏.‏

وواسطٌ‏:‏ بين العُذيبةِ والصفراء، قال كُثير‏:‏

أجدوا فأما آل عَزةَ غُدوةً *** فبانوا وأما واسِطٌ فَمقيمُ

هكذا هو في شرحِ شعرِ كُثيرٍ‏.‏ وروي أن عبد المجيد بن أبي روادٍ وقفَ بأحمدَ بن ميسرةَ على واسِطٍ في طريق منىً فقال‏:‏ هذا واسطٌ الذي يقولُ فيه كُثيرُ عَزةَ‏:‏ وأما واسِطٌ فمقيمُ‏.‏

وقال ابن السكيتِ -أيضًا- في قولِ كُثيرٍ‏:‏

فإذا غَشِيْتُ لها بِبُرقَةِ واسِطٍ *** فَلوى لُبينةَ منزلًا أبكاني

واسِطٌ هذا‏:‏ بينَ العُذيبةِ وبين الصفراءِ كما تقدمَ‏.‏

وواسطُ الرقةِ‏:‏ قريةٌ غربي الفُراتِ مقابلَةَ الرقةِ‏.‏

وواسِطٌ‏:‏ موضعٌ في بلادِ بني تميمٍ، قال ذو الرمة‏:‏

بحيثُ استفاضَ القنعُ غربي واسِطٍ *** نِهاءً ومجتْ في الكَثيبِ الأباطحُ

ويروى‏:‏ ‏"‏بحيثُ اسَتَراضَ‏"‏‏.‏

وواسطُ‏:‏ قريةٌ متوسطةٌ بين بَطْنِ مَرّ ووادي نخلةَ؛ ذاةُ نَخيلٍ‏.‏

وواسِط‏:‏ قريةٌ من قرى بَلْخَ، ينسبُ اليها بشيرُ بن ميمونٍ الواسطيُ من شُيُوخِ أبي رجاءٍ قُتيبةَ بن سعيد بن جميل بن طريفٍ البغلاني‏.‏

وواسط‏:‏ من قرى حلب قُربَ بِزاغةَ‏.‏

وواسطِ‏:‏ قريةٌ بالخابورِ قُربَ قِرْقيساءَ‏.‏

وواسِطُ‏:‏ بُليدةٌ بالأندلس من أعمالِ قبرةَ‏.‏

وقال ابن الكلبي‏:‏ كان بالقربِ من واسطِ الحجاجِ موضعٌ يسمى واسطَ القصبِ، وهو الذي بناه الحجاجُ أولًا قبل أن يبنيَ واسِطًا‏.‏

وواسِطُ -أيضًا-‏:‏ قريةٌ قُربَ مُطير اباذ‏.‏

وواسِط‏:‏ قرْيةٌ بنهرِ الملكِ‏.‏

وواسطُ‏:‏ قريةٌ شرقي دجلة الموصلِ‏.‏

وواسِطُ -أيضًا-‏:‏ من قرى دجيل‏.‏

والواسِطُ‏:‏ النابُ بلغةِ هذيلٍ‏.‏

ووسطت القومَ آسِطهمُ وسطًا وسِطةً‏:‏ أي توسطهمُ، قال‏:‏

وقد وسَطْتُ مالكًا وحنظلا *** صُيابها والعددَ المجَلْجَلا

أراد‏:‏ وحنظلةَ، فلما وقفَ جعلَ الهاءَ ألفًا؛ لانه ليس بينهما إلا الهةُ وقد ذهبت عند الوقفِ؛ فأشبهتِ الألف، كما امرؤ القيسِ‏.‏

وعمرو بن درماءَ الهمامَ إذا غدا *** بذي شُطبٍ عضبٍ كمشيةِ قسورا

أراد‏:‏ قَسورةَ، ولو جعلهَ اسمًا محذوفًا منه الهاءُ لأجراه‏.‏

وفُلانٌ وسيطٌ في قومهِ‏:‏ إذا كان أوسطهمُ نسبًا وأرفعهمُ محلًا، قال العرجيُ - واسمهُ عبد اللّه بن عمر بن عمرو بن عثمانَ بن عفانَ؛ رضي اللّه عن عثمان-‏:‏

أضاعوني وأي فتىً أضاعوا *** ليومِ كريهةٍ وسدادِ ثغرِ

وصبرٍ عِندَ معترك المنايا *** وقد شرعتْ أسِنتها بنحري

أجررُ في الجوامع كل يومٍ *** فيا للِه مظلمتي وصبري

كأني لم أكنْ فيهم وسِيطا *** ولم تَكُ نُسبتي في آلِ عمرو

والوسيطُ‏:‏ المتوسطُ بين القوم‏.‏

والوسُوطُ‏:‏ بيتٌ من بيوتِ الشعرِ أكبرُ من المظلةِ وأصغرُ من الخباءِ‏.‏

ويقال‏:‏ الوسوطُ من النوقِ‏:‏ مثلُ الطفُوفِ تملأ الإناءَ‏.‏

ويُقال‏:‏ ناقةٌ وسُوطٌ وإبلٌ وسُوطٌ‏:‏ هي التي تحملُ على رؤوسها وظهورها؛ صعابٌ لا تعقلُ ولا تُقيدُ‏.‏

ووسطانُ -مثالُ حمدان-‏:‏ موضعٌ، قال الأعلمُ الهُذليُ‏:‏

بَذلتُ لهم بذي وسطانَ شدي *** غداتَئذٍ ولم أبذل قتالي

أي‏:‏ خرجتُ أعدوُ ولم أقاتلْ، ويروى‏:‏‏"‏ بذي شوطانَ‏"‏‏.‏

ودارةُ وسَطٍ‏:‏ من داراتِ العَرَب‏.‏

ووسَطٌ‏:‏ جبلٌ على أربعةِ اميال من ضَريةَ، قال‏:‏

دَعوتُ اللّه إذ شَقيتْ عِيالي *** لِيرزقني لدى وسَطٍ طعاما

فأعطاني ضرِيةَ خيرَ أرضٍ *** ثمجُ الماءَ والحب التؤاما

وقد تُسكنُ منه السينُ‏.‏

ويقال‏:‏ جلستُ وسْطَ القومِ -بالتسكين-؛ لأنه ظرفٌ‏.‏ وجلستُ وسَطَ الدارِ‏؟‏ بالتحريك-؛ لأنه اسمٌ‏.‏ وكلُ موضعٍ صلحَ فيه بين فهو وسْطٌ -بالتسكين-، وإن لم يصلحْ فيه بين فهو وسَطٌ -بالتحريك-‏.‏ وقال ثعلبٌ‏:‏ الفرقُ بين الوسطِ والوَسَطِ‏:‏ أن ما كان يبينُ بين جزءٍ -مثلَ الحلقةِ من الناس والسبحة والعقدِ- فهو وسْطٌ بالتسكين، وما كان مُصمتًا لا يبينُ جزءٌ فهو وسَطٌ بالتحريك -مثل وَسَطِ الدارِ والراحةِ والبُقعةِ-، قال عنترةُ بن شدادٍ العبسيُ‏:‏

ما راعني إلا حمولةُ أهلها *** وِسطَ الديارِ تَسَفُ حَب الخِمخمِ

ويروى‏:‏‏"‏ وسطَ الركاب‏"‏‏.‏

وقد تُسكنُ السينُ من الوَسَطِ، وليس بجبيدٍ، وأنشد الكسائيُ في نوادره‏:‏

فِدىً لِبني خلاوَةَ عَمر أمي *** لائنةٍ وقلتُ لهم فدايا

عَشيةَ أقبلتْ من كل أوبٍ *** كِنانةُ عاقدينَ لهم لِوايا

فقالوا‏:‏ يا آلَ أشجعَ يومُ هيج *** فتوسطَ الدارِ ضَربًا واحتمايا

والوسطى من الأصابع‏:‏ معروفةٌ‏.‏

والصلاةُ الوسطى في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏حافظوا على الصلواتِ والصلاةِ الوُسطى‏}‏ قيل‏:‏ هي الفجرُ، وقيل‏:‏ الظهرُ، وقيل‏:‏ العصرُ، وقيل‏:‏ المغربُ، وقيل‏:‏ العِشاءُ‏.‏ والصحيحُ أنه صلاة العصر، لقولِ النبي -صلى اللّه عليه وسلم- يومَ الأحزابِ لعُمرَ -رضي اللّه عنه-‏:‏ شغلونا عن الصلاةِ الوُسطى صلاةِ العصرِ؛ مَلأ اللّهُ بيوتهم وقبورهم نارًا‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ مُوسِطُ البيتِ‏:‏ ما كان في وسَطهِ خاصةً‏.‏

والتوسِيطُ‏:‏ أن تجعل الشيء في الوسط وقرأ علي -رضي اللّه عنه- وعمرو بن ميمونٍ وقتادةُ وزيدُ بن علي وابن ابي ليلى وابن أبي عبلةَ وأبو حيوةَ وأبو إبراهيمِ‏:‏ ‏{‏فَوَسَّطنَ به جمعا‏}‏ بالتشديد‏.‏

والتوسيطُ -أيضًا-‏:‏ قطعُ الشيءِ نصفينِ‏.‏

والتوسطُ بين الناس‏:‏ من الوَسَاطةِ‏.‏

وتوسطَ‏:‏ أخذَ الوَسَطَ بين الجيدِ والرديءِ، قال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامر بن هرمةَ يصفُ سخاءة‏:‏

واقذفْ بحبلكَ حيثُ نالَ بأخذِهِ *** من عُوذها وأعتم ولا تتوسطِ

والتركيبُ يدلُ على العدلِ والنصفِ‏.‏

وطط

في حديثِ عطاءِ بن أبي رباحِ أنه قال‏:‏ في الوطواطِ يصيبهُ المحرمُ ثُلثا درهمٍ‏.‏ قال أبو عُبيدةٍ‏:‏ الوَطواطُ -هاهُنا-‏:‏ الخفاشُ، ويقالُ‏:‏ إنه الخُطافُ، قال‏:‏ وهذا أشبهُ القولينِ عندي بالصواب؛ لحديثِ عائشةَ -رضي اللّه عنها- أنها قالت‏:‏ لما أحرقَ بيتُ المقدسِ كانت الأوزاغُ تنفخه بأفواهها وكانتِ الوطاوِطُ تُطفئهُ بأجنحتها‏.‏ قال‏:‏ فهذه هي الخطاطِيفُ‏.‏

وقد يقال للرجلِ الضعيفِ الوَطواطُ، ولا أراهُ سُمي بذلك إلا تشبيهًا بالطائرِ، انشدَ غيرهُ في أن الوَطواطَ الرجلُ الضعيفُ قولَ رؤبةَ‏:‏

أرمي إذا انشقت عَصَا الوَطواطِ *** بِرجمِ أجأى مِقْذفِ المِلاطِ

وقول العجاج‏:‏

وبلدةٍ بعيدةِ النياطِ *** مجهُولةٍ تغتالُ خطو الخاطي

وبسطهُ بسعَةِ البَسَاطِ *** كأن صيرانَ المها الأخلاطِ

بِرملها من عاطفٍ وعاطِ *** أخلاطُ أحبوشٍ من الأنباطِ

عَلَوتُ حينَ هيبةِ الوَطواطِ ***

وقولَ حُميدٍ الأرقَطِ يمدحُ الحجاجَ‏:‏

أشجعُ عِندَ الفزعِ الفِلاطِ *** حينَ تزلُ قدما الوَطواطِ

وأما قولهم‏:‏ أبصرُ في الليل من الوَطواط، فهو الخُفاشُ‏.‏

وقال اللحياني‏:‏ يقال للرجلِ الصياحِ‏:‏ وطواطٌ، قال‏:‏ وزعموا أنه الذي يُقاربُ كلامه كأن صوتهَ صَوتُ الخَطاطيفِ‏.‏ والمرأةُ‏:‏ وطواطةٌ‏.‏

والوَطُ‏:‏ صريرُ المحملِ، وصوتُ الوَطواطِ‏.‏

والوَطواطيُ‏:‏ الضعيفُ، ويقال‏:‏ الكثيرُ الكلام، قاله شَمرٌ‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ الوُطُطُ -بضمتينِ- جمعُ الوَطاوِط‏.‏

والوُطُطُ‏:‏ الضعفى العُقُولِ والأبدان‏.‏

والوَطْوَطَةُ‏:‏ الضعفُ، وقد وَطْوَطُوا‏:‏ أي ضعفوا؛ ويقال‏:‏ كَثُرَ كلامهم، وأنشد شُمرٌ للفرزدق‏.‏

إذا كرهَ الشعبُ الشقاقَ ووطواطَ ال *** ضعافُ وكانَ العِزُ أمرَ بزازِ

وقال ابن عباد‏:‏ تَوَطوُطُ الصبي‏:‏ ضُغاؤه‏.‏

وعط

الخارزنجي‏:‏ الوِعَاطُ -بالكسرِ-‏:‏ الوردُ الأحمرُ؛ وقيل‏:‏ الأصفرُ، وأنشد‏:‏

في مجلسٍ زُينَ بالوعاطِ

وقط

وقطه‏:‏ إذا ضربه حتى أثقلهَ، قال رؤبةُ‏:‏

فيه الكذى وحقوة الأوقاطِ ***

فهو وقيطٌ وموقوطٌ، وفي حديث النبي -صلى اللّه عليه وسلم-‏:‏ «أنه كان إذا نزلَ عليه الوحي وُقِطَ في رأسهِ واربد وجههُ ووجد بردًا في أسنانهِ‏.‏

ويروى‏:‏ وُقِظَ -بالظاءِ المُعجمة-، وهو كقولك‏:‏ ضرب فلانٌ في رأسه وصدعَ في رأسه‏:‏ تُسندُ الفعلَ إليه ثم تذكرُ مكانَ مباشرةِ الفعلِ وملاقاتهِ مُدخلًا عليه الحرف الذي هو للوعاءِ‏.‏

وقيل‏:‏ الوقيطُ‏:‏ الذي طار نومهُ فأسى متكسرًا ثقلًا، قال الأسودُ بن يعفرُ النهشليُ‏:‏

حيانَ وكلنا بذكرة وائلٍ *** يبيتُ إذا نام الخلي وقيطا

فدىً لك أمي يومَ تُضربٌ وائلًا *** وقد بل ثوبيه النجيعُ عبيطا

حيانُ‏:‏ أخو وائلٍ‏.‏

وقيل‏:‏ معنى الحديثِ‏:‏ وضع رأسه‏.‏

والوقِيْطُ والوَقْطُ‏:‏ حفرةٌ في غلظٍ من الأرضِ أو جبلٍ يجتمعُ فيها ماءُ المطر، والجمعُ‏:‏ وقاطٌ‏.‏ وقال الليثُ ألوقْطُ‏:‏ موضعٌ يستنقعُ فيه الماء تتخذُ منه حِياضٌ تمسكُ الماءَ إذا مر بها، فاسمُ ذلك الموضع أجمعَ‏:‏ وَقْطٌ، وهو كالوجْذِ، الأ أن الوَقْطَ أوسعُ، والجميعُ‏:‏ الوِقْطانُ والوجذانُ، قال رؤبةُ‏:‏

وأخلفَ الوِقطانَ والمآجلا *** وكان لداغُ السفاَ مَعَابِلا

وحرقَ الصيفُ إجاجًا شاعلا وقال الشماخُ يصفُ حمارَ وحشٍ‏:‏ و‏.‏‏.‏‏.‏زهُ الإضاءُ وكلُ وَقْطٍ وقفرٍ كان يدخرُ ادخارا ويجمعَ -أيضًا- على الوِقاطِ‏.‏ قال‏:‏ ولُغةٌ تميم في جمعهِ‏:‏ الإقاطُ، يصيرونَ كل واوٍ تجيء في مثلِ هذا ألفًا‏.‏

قال‏:‏ والوقيطُ -على حذوِ فَعيلٍ- يرادُ به المفعولُ، ويقالُ الوَقيْط‏:‏ المثقلُ ضربًا أو حُزنًا‏.‏

ويومُ الوَقيطِ -على فعيل بفتح الفاء عن أبي أحمد العسكري-‏:‏ يوم قتل فيه الحكمُ بن خيثمةَ بن الحرثِ بن نهيكٍ النهشلي وأسر فيه عثجلُ بن المأمومِ -والمأمومُ بن شيبانَ-، قال‏:‏

وعَثْجَلَ بالوَقيطِ قد اقتسرنا *** ومأمومَ العُلى أي اقتسارِ

وقال السكري‏:‏ الوقيطُ -تصغيرُ وقطٍ-‏:‏ ماءٌ لبني مجاشِعٍ بأعلى بلادِ تميمٍ إلى بلادِ بني عامرٍ، قال‏:‏ وليس لبني مجاشع بالباديةِ إلا زرودُ والوقيطُ، قال جريرٌ‏:‏

فَلَيس بصابرٍ لَكُمُ وقيطٌ *** كما صبرتْ لسوءتكمْ زرودُ

والوَقْطُ‏:‏ سفادُ الديكِ أثناه‏.‏

ووقَطَني اللبنُ‏.‏ أثقلني ويقال‏:‏ أصابتنا السماءُ فوقَطَ الصخرُ توقيطًا‏:‏ أي صار فيه وقْطً كأنها وقعتَ به‏.‏

وقال أبو عمروٍ‏:‏ قد استوقَطَ مكانُ كذا مما دعسه الناسُ والدوابُ‏:‏ أي صارَ فيه مُستنقعٌ‏.‏

والتركيبُ يدلُ على وقعِ شيءٍ بشيءٍ‏.‏

ومط

ابن الأعرابي‏:‏ الومْطةُ‏:‏ الصرعةُ من التعب‏.‏

وهط

الوَهْطُ‏:‏ الكسرُ، يقال‏:‏ وهَطَه يهطهُ وهطًا‏.‏

والوهَهْطُ -أيضًا-‏:‏ الوِطْءُ‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ وهطه بالرمحِ‏:‏ إذا طعنه به‏.‏

وقال الأصمعيُ‏:‏ يُقال لما اطمأن من الأرض‏:‏ وهطةٌ، وهي لُغةٌ في وهدةٍ، والجمعُ‏:‏ وهطٌ ووهاطٌ، يُقال‏:‏ وهطٌ من عشرٍ،كما يقال عِيصٌ من سدرٍ‏.‏

وفي الحديث‏:‏ على أن لهم فِراعها ووهاطها وعزازها، وقد كُتبَ الحديثُ بتمامه في تركيبِ دف أن قال الراعي‏:‏

تبصرْ خليلي هل ترى من ظعائنٍ *** تجاوزنَ ملْحوبًا فقلنَ متالعا

جواعلَ أرمامًا شِمالًا وتارةً *** يمينًا فقطعنَ الوِهاطَ الدوافعا

والوَهْطُ‏:‏ مالٌ كان لعمرو بن العاص - رضي اللّه عنه- بالطائفِ على ثلاثةِ أميالٍ من وج؛ وكان كرمًا يعرشُ على ألفِ ألفِ خشبةٍ، شرى كل خشبةٍ درهمٌ‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ الوهطُ‏:‏ الهُزالُ‏.‏

والوهطُ‏:‏ الجماعةُ‏.‏

والأوهاطُ‏:‏ الخصوماتُ والصياحُ، قال رؤبةُ‏:‏

إذا تلاقى الوَهْطُ بالأوْهاطِ ***

ويروى‏:‏ ‏"‏ذُو الأوهاطِ‏"‏‏.‏ أي‏:‏ إذا اجتمعتْ جماعاتٌ للقتالِ فاختلطَ أهلُ هذه بهذه‏.‏

ووهَطَ يهطُ‏:‏ أي ضعفَ ووهنَ‏.‏

وقال الليثُ‏:‏ يقال‏:‏ رمى طائرًا فأوهطهَ وأوهَطَ جناحه؛ قال رؤبةُ‏:‏

من نائلِ اللّه ومن لم يخلطِ *** بالحلمِ جهلًا يستكنْ أو يوهطِ

وقال أيضًا في هذه الأرجوزةِ‏:‏

وأنا في العز الذي لم يُوهَطِ *** يبأى على بغيِ العدو المُشططِ

قيل‏:‏ أراد المُشتط فخَفَفَ الطاءَ، فان صح هذا فالروايةُ‏:‏‏"‏ المُشْتطِ‏"‏ ولم يُروَ‏.‏

وأنشد أبو عمرو‏:‏ يمر أخفافًا يهطنَ الجندلا وقال أبو عُبيدٍ الايهاطُ‏:‏ أن تصرعهَ صَرعةً لا يقومُ منها‏.‏

وقال ابن فارسٍ‏:‏ أوهطهَ‏:‏ إذا ضَرَبهَ ولم يأتِ عليه‏.‏

وقال عرامٌ السلميُ‏:‏ أورطتُ الرجلُ وأوهطتهُ‏:‏ إذا أوقعتهَ فيما يكرهُ‏.‏

وقال غيرهُ‏:‏ أوهطهَ‏:‏ أثخَنهَ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ توهطَ الفرسُ في الطينِ‏:‏ غابَ فيه‏.‏

وتَوَهطَ الفِراشَ‏:‏ امتهدهَ‏.‏

هبط

هَبَطَ يَهبط هُبوطًا‏:‏ نزلَ، ويهبطُ - بالضم- لُغةٌ‏.‏ وقرأ الأعمشُ‏:‏ ‏{‏وإن منها لما يهبُطُ من خشيةِ اللّه‏}‏ بضم الباء‏.‏ قال لبيد -رضي اللّه عنه‏:‏-

كلُ بني حُرةٍ مَِصيرُهُمُ *** قل وإن أكثروا من العددِ

إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا *** يومًا يصيروا للهلكِ والكندِ

وقال أسامةُ الهُذلي‏:‏

من أينها بعد إبدانها *** ومن شحمِ أثباجها الهابِطِ

الهابط‏:‏ المنحطُ‏.‏

وهَبَطَه يهبطه هبطًا‏:‏ أي أنزلهَ، قال‏:‏

ما راعني إلا جَناحٌ هابِطا *** على البيُوتِ قوطهُ العُلابطا

فَهَبَطَ‏:‏ لازِمٌ ومتعد‏:‏ إلا أن مصدر اللازم‏:‏ الهُبُوطُ، ومصدرَ المتعدي‏:‏ الهبْطُ‏.‏

وفي الحديث في الدعاء‏:‏ اللهم غبطًا لا هبطًا‏.‏

أي نسألك الغبطةَ ونعوذُ بك من أن نهبط من حالنا إلى حالِ سَفالٍ‏.‏

وهَبَطَ ثمنُ السلعةِ‏:‏ أي نقصَ، هبوطًا، وهبطهَ اللّه هبطًا‏.‏

وقولهم‏:‏ هبطَ المرضُ لحمهَ‏:‏ أي هزلهَ، فهو هَبِيْطُ ومهبُوطٌ، قال عبيدُ بن الأبرصِ‏:‏

وكأن أقتادي تضمنَ نسعها *** من وحشِ أورالٍ هبيطٌ مُفردُ

قال الفراءُ‏:‏ أرادَ بالهبيطِ ثورًا ضامرًا‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ هبطهَ هبطاَ‏:‏ ضربه‏.‏

والهبْطةُ‏:‏ ما اطمأن من الأرض‏.‏

والهَبوطُ -بفتح الهاء-‏:‏ الحدورُ‏.‏

وهَبَطَ الرجلُ بلدَ كذا ومن بلد كذا، وهبطتهُ أنا، قال اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏اهبطوا مصرًا‏}‏، قال أبو النجم‏:‏

فَهَبَطتْ والشمسُ لم تَرجلِ ***

أي لم ترتفعْ‏.‏

والهيباطُ‏:‏ ملكٌ من ملوكِ الروم‏.‏

وقولُ العباسِ بن عبدِ المطلبِ -رضي اللّه عنه- للنبي -صلى اللّه عليه وسلم-‏:‏ «

ثم هَبَطتَ البلادَ لا بَشَرٌ *** أنت ولا مُضغةٌ ولا عَلَقُ

أراد‏:‏ لما اهبطَ اللّه آدمَ -صلواتُ اللّه عليه- إلى الدنيا كُنتَ في صلبه غير بالغٍ هذه الأحوالَ‏.‏

وقرأ أيوبُ السختياني‏:‏ ‏"‏هو خيرٌ اهبُطوا مِصرًا‏"‏ -بضم الباء-‏.‏

وقال الفراءُ‏:‏ الهبطُ‏:‏ الذلُ، وأنشد قول لبيدٍ -رضي اللّه عنه- الذي أنشدته في أولِ هذا التركيب وهو‏:‏ إن يغبطوا‏.‏

وتهبطُ -بثلاثِ كسرات-‏:‏ أرضٌ‏.‏ وهو من ابنيةِ كتابِ سيبويه‏.‏

وقال أبو حاتمٍ في كتابِ الطيرِ التهبطُ -التاءُ مكسورةٌ والباءُ مكسورةٌ مشددةٌ-‏:‏طائرٌ أغبرُ بعظمِ فروجِ يعلقُ رجليهِ ويصوبُ رأسه ثم يصوتُ بصوتٍ كأنه يقولُ‏:‏ أنا أموتُ أنا أموتُ، شبهوا صوته بذا الكلام‏.‏

وانهبط‏:‏ انحط‏.‏

والتركيبُ يدلُ على الانحدارِ‏.‏

هرط

هَرَطَ في عرضه يهرطُ هرطًا‏:‏ أي طَعَنَ فيه وتنقصه‏.‏

وقال الليثُ‏:‏ الهَرطُ لُغةٌ في الهردِ، وكلاهُما‏:‏ المَزْقُ‏.‏ ويقالُ‏:‏ بل الهرتُ في الشدقينِ، والهرطُ في الأشياء‏:‏ المَزْقُ العنيفُ‏.‏

قال‏:‏ والإنسانُ يَهْرِتُ في كلامهِ‏:‏ إذا سفسفَ وخلطَ‏.‏

وقال ابن عبادٍ‏:‏ الهرطُ‏:‏ أكلك الطعامَ ولا تشبعُ‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ ناقَةٌ هِرطٌ -بالكسر-‏:‏ مُسنةٌ ماجةٌ، وهي التي يخرجُ الماءُ من فيها لكبرها إذا شربتْ، والجمعُ‏:‏ أهرطُ وهُرُوطٌ‏.‏

وقال غيرهُ‏:‏ الهرطةُ‏:‏ النجعةُ الكبيرةُ، والجمعُ‏:‏ هِرْطٌ -مثالُ قريةٍ وقربٍ-‏.‏ وقال الليثُ‏:‏ نعجةٌ هِرطةٌ‏:‏ وهي المهزولةُ التي لا ينتفعُ بلحمها غثوثةً‏.‏

ويُقال لذلك اللحمِ‏:‏ هَرْطٌ -بالفتح عن الفراء- وهِرْطٌ -بالكسر عن ابن الأعرابي- قال‏:‏ وهو الذي يتفتتُ إذا طُبخَ‏.‏

وقال ابن شُميلٍ‏:‏ الهرطةُ من الرجال‏:‏ الأحمقُ الجبانُ الضعيفُ‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ الهَيْرَطُ -مثالُ صقيلِ-‏:‏ الرخوُ‏.‏

قال‏:‏ وهَرْمَطَ فلانٌ عرض فلانِ‏:‏ إذا وقعَ فيه، وسنعيدُ ذكره -إن شاء اللّه تعالى- في تركيب ه ر م ط على ما ذكروه في الرباعي، والميمُ عندي زائدةٌ، لأنه يُقال‏:‏ هَرَطَ عِرضه وهَرَدَهُ‏.‏

وقال ابن الأعرابي‏:‏ هَرِطَ الرجلُ -بالكسر-‏:‏ إذا استرخى لحمه‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الهرطُ‏:‏ الكثيرُ من المالِ والناسِ، والجمعُ‏:‏ هِرَطٌ‏.‏

وتَهَارطَ الرجُلا‏"‏نِ‏:‏ تَشَاتَما‏.‏

والتركيبُ يدلُ على اختصامٍ وتشاتمِ‏.‏

هرمط

ابن دريدٍ والأزهري في الرباعي‏:‏ هَرْمَطَ فلانٌ عِرْضَ فلانٍ‏:‏ إذا وقعَ فيه‏.‏ وقد ذكرتهُ في التركيبِ الذي قبلَ هذا التركيب‏.‏

هطط

ابن الأعرابي‏:‏ الهُطُطُ -بضمتينِ-‏:‏ الهلكي من الناسِ‏.‏

والأهَط‏:‏ الجملُ الكثيرُ المشيِ الصبورُ عليه، والناقةُ‏:‏ هَطاءُ‏.‏

وقال ابن عباد‏:‏ الهُطَاهِطُ‏:‏ الفَرَسُ، والهَطْهَطَةُ‏:‏ صوتُها‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ الهَطْهَطَةُ‏:‏ هي السرعةُ في المشي أو ما أخذ فيه من عملٍ، زعموا‏.‏

هقط

الخارزنجي‏:‏ يقال في زَجرِ الفرس‏:‏ هِقِطْ‏.‏

قال‏:‏ والهَقَطُ -بالتحريك-‏:‏ لُغةٌ يمانيةٌ‏.‏

وقال ابن دريدٍ‏:‏ الطهْقُ -لُغةٌ يمانيةٌ-‏:‏ وهو سرعةُ المشيِ زعموا، والهقطُ أيضًا‏.‏ قال‏:‏ وأحسبُ أن قولهم للفرس إذا استعجلوه هِقَط من هذا، وأنشد‏:‏

لما سَمِعْتُ قولهمْ هِقَطُ *** أيقنتُ أن فارسًا منحطُ

هلط

ابن الأعرابي‏:‏ الهالِطُ‏:‏ المسترخي البطنِ‏.‏

والهالِطُ‏:‏ الزرعُ الملتفُ‏.‏

وفي النوادرِ‏:‏ هَلْطةٌ من خبرٍ ولهطةٌ‏:‏ أي الخبرُ الذي تسمعهُ ولم تُصدقه ولم تكذبهُ‏.‏

هلمط

ابن دريدٍ‏:‏ هَلْمَطَ الشيء‏:‏ إذا أخذه أو جمعهَ، وفي بعض نسخِ الجمهرةِ‏:‏ هَلْمَطَ، والصوابُ عندي تقديمُ اللام على الميم‏.‏

همط

الهَمْطُ‏:‏ الظلمُ والخبطُ، يقال‏:‏ هَمَطَ الناس يهمطهم -بالكسر-‏:‏ إذا ظلمهم حقهم‏.‏ وفي حديث إبراهيم النخعي‏:‏ انه قال‏:‏ كان العمالُ يهمطون ثم يدعونَ فيجابون‏:‏ أي كانوا مع ظلمهم وأخذهم الأموالَ من غير جهتها وحقها إذا دعوا إلى الطعام أجيبوا‏.‏ وعنه - أيضًا- أنه سُئلَ عن العُمالِ ينهضونَ إلى القرى فيهمطونَ أهلها، فإذا رجِعوا إلى أهاليهم أهذوا لجيِرانهم ودعوهمُ إلى طعامِهم، فقال النخعي‏:‏ لك المهنأ وعليهم الوزرُ‏.‏

ومثلُه ترخيصُ ابن مسعودٍ -رضي اللّه عنه- في إجابةِ دعوةَ صاحبِ الربى إذا هو دَعَا وأكلِ طعامهِ، وقولهُ‏:‏ لك المهنأُ وعليه الوزرُ‏.‏

والهَمْطُ -أيضًا- الأخذُ بغيرِ تقديرٍ‏.‏

ويقُال -أيضًا-‏:‏ هَمَطَ‏:‏ إذا لم يُبالِ ما قالَ وما أكلَ‏.‏

وهَمَطَ المالَ واهْتَمَطَهُ‏:‏ إذا أخذه من صاحبهِ على سبيلِ الغلبةِ والجور‏.‏

واهتَمَطَ عِرضَ فلانٍ‏:‏ إذا تنقَصَهُ وشَتَمَه‏.‏

والتهَمُطُ‏:‏ الغَشْمَرَةُ في الظلم والأخذُ بغير تثبتٍ‏.‏

هملط

ابن دريدٍ‏:‏ هَمْلَطَ الشيءَ‏:‏ إذا أخذخ أو جمعهَ‏.‏ وفي بعض نسخِ الجمهرةِ‏:‏ هَلْمَطَ، وقد تقدم‏.‏

هنزط

هِنْزِيْطُ -مثالُ قِنْديْل-‏:‏ من الثغورِ الروميةِ‏.‏

هوط

ابن الأعرابي‏:‏ يُقالُ للرجلِ‏:‏ هُطْ هُطْ‏:‏ إذا أمرته بالذهابِ والمجيءِ‏.‏

والهائطُ‏:‏ الذاهبُ‏.‏